تنامت ظاهرة الكتابات التي تمجد أو تؤيد ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، المعروف اختصارا ب"داعش"، في العديد من المدن المغربية، والتي غالبا ما يرسمها أو يخطها أصحابها على الجدران والحيطان، أو على هياكل سيارات أو حافلات، أو عن طريق توزيع إعلانات. مدينة سيدي قاسم لم تشذ عما حصل من قبل في مدن أخرى، من قبيل مراكشوأكاديروفاس ووادي زم، حيث رصدت مصالح الأمن بالمدينة كتابات حائطية، أمس الأحد، على أحد جدران ثانوية المنصور الذهبي، تُناصر تنظيم "داعش"، وذلك وسط تكتّم أمني شديد. وفور اكتشاف هذه الكتابات "الداعشية"، هرعت مختلف الأجهزة الأمنية العلنية والسرية، إلى عين المكان حيث قامت بمعاينة المحيط، والتقاط صور للعبارات المدوّنة على الجدران، قبل أن تبادر المصالح الأمنية إلى تنظيف الجدران من ذات الكتابات المثيرة للفضول. وبدت مظاهر الاستنفار الأمني للعيان، حيث كثّفت العناصر الأمنية دورياتها خاصة في محيط المؤسسة التعليمية، في محاولة للوصول إلى الجهة التي تقف وراء هذه الكتابات الحائطية، وما إذا كان الأمر يتعلق بأفراد منظمين، أم أن الأمر يتعلق بعمل فردي وعشوائي. وأصبحت المصالح الأمنية بسيدي قاسم تعيش "حربا" مع الكتابات الحائطية، التي تشيد بتنظيم "أبو بكر البغدادي" وتدعو إلى "الجهاد" في صفوفه، حيث عرفت مدينة "البترول"، حالة مشابهة قبل شهور خلت، حيث تم ضبط العديد من الكتابات حائطية الموالية لذات التنظيم. وليست سيدي قاسم بدعا في ظاهرة الكتابات الداعشية التي باتت تقض مضجع الأمنيين بالمغرب، بل شهدت مدينة فاس، خلال الشهر الماضي، استنفارا أمنيا بسبب اكتشاف كتابات تؤيد تنظيم البغدادي، على جدار القيادة الجهوية للدرك الملكي للعاصمة العلمية. وفي مراكش، وفي ذات الشهر، رصدت مصالح الأمن بالمدينة الحمراء كتابة عبارة "داعش" على حافلة للنقل الحضري، الشيء الذي خلق حالة استنفار أمنية قصوى، وتدخل الأمن ليوقف الحافلة التي تربط بين محطة سيدي ميمون ومدينة أيت أورير التي تبعد عن مدينة مراكش ب34 كيلومترا. وقبل ذلك في نواحي مدينة أكادير، أوقفت مصالح الدرك الملكي بجماعة الدراركة، القبض على ثلاثة تلاميذ، اشتُبه حينها في تورطهم في إزالة العلم الوطني، وتوزيع إعلانات تحمل شعار "داعش"، داخل الثانوية التأهيلية "سيدي سعيد الشريف" بنيابة أكادير اذاوثنان.