يبدو أن رقعة الاحتجاجات ضد شركة «أمانديس» بدأت تتسع لتنتقل من طنجة إلى مدن أخرى بالشمال كالفنيدقوتطوانومرتيلوالمضيقوالعرائش. انتقال عدوى الاحتجاجات هي ذاتها التي حذر منها رئيس الحكومة، عندما حل بطنجة بأمر ملكي إلى جانب وزير الداخلية، من أجل معرفة طبيعة المشاكل التي يعاني منها الطنجاويون مع «أمانديس» وإيجاد حلول عاجلة لها. وإذا كانت الاحتجاجات بطنجة، يوم السبت الماضي، قد عرفت تراجعا ملحوظا من حيث أعداد المشاركين، فإنه بالمقابل شهدت مدينة تطوان، وبالضبط في حي «كويلمة» الشعبي، مسيرة حاشدة شارك فيها المئات من المتظاهرين الذين كانوا يطالبون برحيل «أمانديس». وعاش هذا الحي استنفارا أمنيا، إذ طوقت المسيرة من جميع الاتجاهات، بيد أن هذا الأمر لم ينتج عنه أي استفزازات أو تدخلات من شأنها أن تتسبب في أعمال شغب وتخريب بمدينة تطوان. هذا، وتستمر الدعوات إلى مسيرة ثانية يوم السبت المقبل بمدينة «الحمامة البيضاء»، والتي من المترقب أن يشارك فيها أعداد كبيرة من المتظاهرين، الذين يطالبون بتطبيق الإجراءات التي تم الإعلان عنها في طنجة مثلها مدينة تطوان التي اكتوى سكانها من الفواتير المرتفعة للشركة. وكان رئيس المجلس البلدي بتطوان، محمد إدعمر، قد أعلن عن إجراءات من شأنها أن تضع حدا لغلاء فواتير «أمانديس»، منها عقلنة عملية الاستهلاك عبر إصلاح المعطل من العدادات ومعالجة طريقة الاستهلاك، والبت في تدليل مسطرة إضافة عداد بتفعيل عمل الوحدة المتنقلة لتفادي استغلال عداد واحد من طرف الأسرة الواحدة الممتدة بمساعدة الشركة والجماعة، ثم إطلاق عملية تنفيذ التزام الشركة بوضع ملصق في العداد، وهو بمثابة إعلام مرور القارئ لكي يتتبع المستهلك نسبة استهلاكه الشخصي، مع حذف عملية التقديرات في عملية قراءة العداد. كما تم الاتفاق على مطالب بعض ممثلي الساكنة، منها تصحيح بعض الفواتير المدفوعة أجرها إذا كانت العدادات مشتركة، مراعاة لوضعية ساكنة الحي الهشة، وإيجاد توافق حول مسألة تسديد فواتير الأشهر الأخيرة. مدينة الفنيدق هي الأخرى تعد العدة لمسيرة ثانية حاشدة يوم السبت المقبل، بعد نجاح مسيرتها الأولى السبت الماضي، إذ جابت الشوارع الرئيسية للمدينة ورفعت خلالها شعارات ضد «أمانديس» بسب غلاء فواتير الماء والكهرباء. وسجلت مدينة الفنيدق مشاركة نحو 6 آلاف متظاهر، بحسب تقديرات جمعيات حقوقية ومدنية، وامتدت لأكثر من كيلومتر ونصف، وجابت شوارع المدينة الرئيسية بانتظام، رافعة شعارات تطالب برحيل الشركة الفرنسية. وتجاوب السكان مع المحتجين، حيث جرى إطفاء أنوار المنازل من السابعة مساء إلى حدود التاسعة. ومن الأمور اللافتة التي سجلتها مسيرة الفنيدق الاحتجاجية، تفاعل قاعات الأفراح بإطفاء الأنوار واستقبال المحتجين بالزغاريد. وبالمضيق، خرجت مسيرة أخرى في اتجاه الكورنيش، مطالبة بمعالجة ملف الغلاء الخاص بفواتير الماء والكهرباء، فيما انخرطت مدينة مرتيل المجاورة في حملة إطفاء الأنوار والتي استجاب لها السكان بشكل كبير. مدينة المضيق وإلى جانبها كل من مرتيلوالفنيدق يستعدون لجولة ثانية من هذه الاحتجاجات التي قد تكون وفق المراقبين الأضخم في تاريخ هذه المدن. العرائش أيضا انضمت إلى المدن التي ستشهد مسيرات احتجاجية يوم السبت المقبل، بالإضافة إلى حملة إطفاء أنوار المنازل، وكانت المدينة أيضا قد أعلنت سابقا تضامنها مع سكان طنجة، وقد خرجوا الأسبوع الأخير بالمئات يستنكرون غلاء فواتير الشركة الفرنسية.