لم تكن طنجة وحدها التي انتفضت ضد الشركة الفرنسية "أمانديس" مساء السبت 31 أكتوبر الجاري، عندما تقاطرت المسيرات الاحتجاجية من أطراف عروس الشمال على ساحة الأمم وسط المدينة، في مشهد يتكرر للمرة الثالثة ضمن ما بات يعرف ب "ثورة الشموع". وانضمت مدن تطوانوالفنيدقوالمضيقوأصيلة أمس إلى ركب "ثورة الشموع" بتنظيم احتجاجات حاشدة ضد أمانديس المفوض لها تدبير مرفق الماء والكهرباء، بسبب موجة الغلاء التي اجتاحت فواتير استهلاك شهري يوليوز وغشت الماضيين وممارساتها الاستعلائية مع ساكنة تلك المدن. وتقاطر مئات المحتجين بمدينة تطوان على ساحة ساحة مولاي المهدي بوسط المدينة، منددين بشركة "أمانديس" وتعالت الأصوات الهتافات المنادية برحيلها مُهدّدين بعدم تسديد الفواتير، وذلك استجابة لدعوات أطلقها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، تبتغي رحيل أمانديس. واكتظت مدينة المضيق مساء السبت بالمتظاهرين والمحتجين ضد غلاء الفواتير لشركة أمانديس مطالبين برحيلها الفوري، بموازاة استجابة شعبية لحملة إطفاء الأنوار لساعتين بدءا من الساعة الثامنة ليلا، وإيقاد الشموع اقتداء بطنجة. الأمر ذاته حصل بمدينة الفنيدق، حيث أظلمت المنازل زهاء الساعتين، فيما نظم السكان مسيرات جابت عددا من الأحياء، رفع خلالها المشاركون هتاف "الشعب يريد رحيل أمانديس". أصيلة أيضا انتفضت لأول مرة ضد أمانديس، أمس السبت، من خلال استجابة واسعة لدعوات إطفاء الأنوار، فيما نظمت مسيرة شعبية جالت بعدد من شوارع المدينة الهادئة، مطلبها الأساس رحيل أمانديس. وبانضمام المدن الأربع إلى الحراك الشعبي الذي انطلق بطنجة منذ أكثر من شهر ضد شركة "أمانديس" واتساع موجة الاحتجاج رغم حزمة الإجراءات التي أعلنت السلطات المحلية بطنجة لإلزام ومراقبة أمانديس، يكون هذا الملف قد خرج عن نطاق المحلية وبات تدخل السلطات المركزية أمرا ضروريا في ظل تنامي الغضب الشعبي.