نظم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، اليوم الخميس، احتفالية إحياء للذكرى الخمسين لاختفاء القيادي الاتحادي المهدي بنبركة بالرباط. وعرف النشاط، الذي تم تنظيمه بسينما "الملكي" في العاصمة الإدارية حضور عدد من الوجوه السياسية البارزة، من ضمنهم رئيس مجلس المستشارين حكيم بنشماس، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، محمد نبيل بنعبد الله، والكاتب العام للشبيبة الاستقلالية، عمر العباسي، مع تسجيل غياب أفراد عائلة بنبركة، والقيادات التاريخية لحزب الوردة، التي لم يحضر منها إلا عبد الواحد الراضي، الذي ألقى كلمة مؤثرة بالمناسبة. واستحضر الراضي في كلمته يوم معرفته باختطاف بنبركة في فرنسا، عن طريق مكالمة هاتفية من طرف التهامي الأزموري، الذي كان برفقته أثناء اختطافه. واسترجع الراضي، في هذا السياق، تحركات عبد الرحيم بوعبيد لمعرفة مصير بنبركة من السلطات الفرنسية و"الرعب الذي أصابنا بعد عدم توصلنا إلى الحقيقة"، وهو ما أنبأ القياديين الاتحاديين أن "المعركة ستكون طويلة"، يقول الراضي. وتابع القيادي الاتحادي حديثه بتذكير الحضور بأن "بنبركة هو من خلق الاتحاد الوطني، وبوعبيد أنشأ الاتحاد الاشتراكي، وضمن استمرار الاتحاد وقواه بعد المهدي"، مؤكدا أن القياديين كانا "موحدين للاتحاديين"، وزاد " أعتقد أن أكبر هدية للزعماء في الذكرى الخمسين لاختطاف بنبركة، أن نعمل على الوحدة"، فحسب الراضي "لابد من تجاوز المشاكل، ونحن عائلة واحدة وارد أن يقع نزاع بيننا، لكن "بغينا أو كرهنا لابد من المحافظة على الحزب". واسترسل المتحدث ذاته في مخاطبة الاتحاديين "الحزب أمانة في عنقكم، ولابد من المحافظة عليه وعلى مبادئه" التي أجملها الراضي في "المغرب الجديد، وبناء المجتمع الجديد، فلا يمكن أن يبنى المغرب من دون الاتحاد"، على حد تعبير الراضي، الذي أضاف "الاتحاد ضروري لوحدة اليسار، الذي يوجد في وضعية صعبة، ولابد من توحيده، والاتحاد لا يمكن أن يلعب هذا الدور إلا إذا وحد نفسه"، حسب ما جاء على لسان المتحدث. ومن جهته، قال إدريس لشكر، الأمين العام لحزب الوردة إنه كان يتمنى بعد خمسين سنة على اختفاء بنبركة "أن تكون هذه الذكرى قد تحولت إلى حدث وطني بامتياز، ولحظة استعادة وتصالح واستشراف للمستقبل"، قبل أن يضيف "كنّا نتمنى أن يكون الانصاف والمصالحة بلغ ذروته بإنجاز خطوة تجاه تطبيع الدولة مع روح الكبير بنبركة، وتمنينا أن تتذكر الدولة رجل الدولة، والقنوات والمجالات المؤسساتية العمومية قد فتحت قنواتها لاستعادة ذكرى المهدي وإرساء ذاكرته"، قبل أن يستدرك لشكر "لكننا واثقون من أن هذا اليوم سيأتي لا محالة". إلى ذلك، أكد الكاتب الأول لحزب الوردة أن قيادة حزبه عقدت، يوم أمس الأربعاء، جلسة عمل مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، تم خلالها تقديم وعد بأن يقوم المجلس بإطلاع الحزب في الأيام المقبلة على مضامين تقرير شامل حول هذا الاختفاء القسري، وذلك في أفق تعميمه شهر دجنبر المقبل، حسب ما أورد المتحدث ذاته.