أكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج أن الإضراب عن الطعام الذي أعلن عنه السجين علي عراس "هو إضراب صوري"، موضحة أنه "لجأ إلى هذه الوسيلة من أجل ممارسة الضغط على إدارة المؤسسة السجنية ودفعها إلى التغاضي عن الأشياء الممنوعة التي يود الحصول عليها ضدا على الضوابط القانونية المنظمة للمؤسسات السجنية، والمحددة لحقوق وواجبات السجناء". وأوضحت المندوبية العامة، في بلاغ لها اليوم الاثنين، على إثر نشر مجموعة من المواقع الإلكترونية لفيديو بخصوص المعتقل علي عراس، أنه يتضح من خلال الفيديو المذكور أن السجين "يحمل نية مبيتة من خلال محاولة الظهور بمظهر الضحية لعملية تعذيب مزعومة، فضلا عن محاولة خداع الرأي العام والإساءة إلى صورة المندوبية العامة، في حين أنه يستفيد من نفس الحقوق التي يستفيد منها باقي النزلاء ولا يتعرض لأي نوع من سوء المعاملة، بل إنه يستقبل من وقت لآخر زيارات من طرف محامية وممثل النيابة العامة، فضلا عن ممثلين عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان". وبعدما أكدت احترامها لحقوق السجين علي عراس وحرصها على ضمان سلامته الجسدية وكرامته الإنسانية، شأنه في ذلك شأن باقي السجناء، عبرت المندوبية العامة عن إدانتها الشديدة لمحاولة السجين المذكور خداع الرأي العام، مشددة مرة أخرى على حرصها على فرض احترام القوانين المنظمة للمؤسسات السجنية، ومعلنة احتفاظها بحقها الكامل في مقاضاة هذا السجين. هذا وكشف "فيديو" حصري حصل عليه موقع بلجيكي dhnet عما قال إنها لحظات "قاسية" مما عاشه المعتقل على خلفية قضية تتعلق بالإرهاب علي أعراس داخل زنزانة انفرادية، أو ما يطلق عليه "الكاشو". علي أعراس، المحكوم عليه بالسجن منذ خمس سنوات بتهمة الإرهاب، بدا عاريا يتحرك بصعوبة بالغة داخل زنزازنته الانفرادية. الفيديو الذي يعود تصويره إلى عام 2012، ظهر إلى العلن لأول مرة ووصل إلى الصحافة البلجيكية "بسرية تامة"، حيث يظهر حجم الصعوبات التي يعانيها أعراس في النهوض، بالإضافة إلى علامات التعذيب البادية على جسده. وقال أعراس في الفيديو المسرب إن وضعه تفاقم بعد زيارات لممثلي مؤسسات أممية له بالسجن. وارتباطا بالموضوع، أفاد مصدر مطلع من وزارة العدل "لليوم24′′، أنه سبق البحث في آثار التعذيب البادية على جسد أعراس في ذلك الحين، وثبت عدم صحتها تماما. ووفقا للمصادر الإعلامية البلجيكية، فإن الفيديو انتشر من طرف كريستوف مارشان، المحامي البلجيكي المختص في قضايا حقوق الإنسان، وهو نفسه من كان قد أعلن قبل بضع أسابيع، أن موكله في حالة صحية "متدهورة" و"مثيرة للقلق"، بعد دخوله في إضراب عن الطعام لأكثر من 22 يوما. كما أضاف في تصريحات سابقة للصحافة البلجيكية، أن علي فقد 12 كيلوغراما من وزنه، ويعاني الصداع النصفي والأرق، إلى جانب آلام في المفاصل، ولديه صعوبات في التحدث أو الوقوف على قدميه، وهو ما ظهر في "الفيديو". ويذكر، أن علي أعراس المغربي، الحامل للجنسية البلجيكية، اعتقل في مدينة مليلية المحتلة، شهر أبريل من عام 2008 بناء على مذكرة دولية صدرت في حقه، شهر مارس من العام نفسه٬ بعد مؤاخذته من أجل تهم تخص تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية في إطار مشروع جماعي يهدف إلى المس الخطير بالنظام العام، قبل أن يتم تسليمه للسلطات المغربية في دجنبر 2010، وذلك بعد قضائه سنتين داخل السجون الإسبانية.