في الوقت الذي كان فيه حفيظ بنهاشم، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، يلقي كلمته في ندوة بالرباط حول «إعمال البروتكول الاختياري لاتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللإنسانية أو المهينة»، كان بعض مسؤولي إدارة سجن تولال بمكناس قد أودعوا معتقلا سلفيا ب»الكاشو» مقيد اليدين ومربوطا إلى «ناموسية» بتهمة «التحدث إلى الصحافة». المصادر التي أوردت الخبر تحدثت عن اعتداء جسدي مورس على عبد العالي المجاهدي، المعتقل الذي حل مؤخرا «ضيفا» على هذه المؤسسة بعدما نقل إليها من سجن عين قادوس بفاس. وربطت المصادر بين هذا الاعتداء وبين تقرير صحفي صدر في «المساء» يوم الاثنين الماضي حكى فيه هذا المعتقل على أنه تعرض للتعذيب من قبل إدارة السجن، مضيفا أن المضايقات التي تعرض لها دفعته إلى محاولة بتر أحد عروق يده لإثارة الانتباه إلى ملفه. زوجة هذا المعتقل منعت في ذات اليوم من مقابلة زوجها، واتهمت في اتصال لها ب«المساء»، أحد مسؤولي السجن بسبها وشتمها ووصفها بالإرهابية. وقررت زوجة هذا المعتقل رفع دعوى قضائية ضد هذا الموظف وإخبار الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف بفاس بالمضايقات التي يتعرض لها زوجها في هذه المؤسسة. وكان بنهاشم قد أبرز، خلال هذه الندوة التي نظمها المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان بتعاون مع جمعية الوقاية من التعذيب، أن المغرب، وتماشيا مع مقتضيات الاتفاقية الدولية لمناهضة التعذيب، أدرج ضمن قانونه الجنائي تعديلا لمنع وتجريم التعذيب، مشيرا إلى المجهودات التي تقوم بها المندوبية العامة لإدارة السجون من خلال إصدار دوريات توجيهية لمديري المؤسسات السجنية، في ضوء ما تحصل من خلال واقع الممارسة اليومية وما يصدر من شكايات وملاحظات بهذا الخصوص. وفي ظل هذه التأكيدات الرسمية على تجريم التعذيب، اتهم سجين آخر من سجن عين قادوس بفاس بعض موظفي هذه المؤسسة بالاعتداء عليه وإدخاله إلى «الكاشو» طيلة يومي السبت والأحد الماضيين، مستغلين غياب مدير المؤسسة للانتقام منه بعد أن عاد من جديد إلى «قبضتهم». وكان السجين عزيز مزوار قد ظهر في «المساء» في صيف سنة 2008، وهو يرتدي البذلة الرسمية لأحد موظفي هذه المؤسسة، وهو يمسك بعدد كبير من علب «السيليسيون»، وهي ذاتها العلب التي تدخل إلى المؤسسة السجنية بغرض الاتجار فيها. ويلجأ السجناء إليها كمخدر ل»تزجية الوقت» و«نسيان الهموم». وإلى جانب هذا السجين ظهر في ذات الصور السلفي المجاهدي وهو يرتدي بدوره اللباس الرسمي لموظفي السجن، كما ظهر فيها سلفيون آخرون وهم «يلهون» مع أحد هؤلاء الموظفين. ويقول أحد أفراد عائلته إن هذا المعتقل الذي أدخل السجن منذ بداية الأسبوع الماضي تم «الإيقاع به» من قبل أشخاص يتاجرون في المخدرات لكي «يستعيده» هؤلاء الموظفين وينتقمون منه، بعدما اتهموه ب«تسريب» صور يرتدي فيها بذلهم الرسمية إلى الصحافة. ويورد أحد أفراد عائلته أنهم قرروا مقاضاة هؤلاء الموظفين بتهمة التعذيب، فيما يخوض هذا المعتقل إضرابا مفتوحا عن الطعام.