توصل المركز المغربي لحقوق الإنسان من مجموعة من السجناء المعتقلين بالسجن المدني بتولال بمكناس، برسالة يشتكون فيها من المعاملة القاسية والمهينة التي تنهجها إدارة السجن في حقهم، بحيث تمنعهم من أبسط حقوق السجين المتمثلة في توفير شروط اعتقال إنسانية، وقد سبق للمركز المغربي لحقوق الإنسان أن وجه مراسلتين لكل من المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج ومدير السجن المذكور يطالب من خلالهما بضرورة إنصاف السجناء وتحسين أوضاع اعتقالهم، غير أننا لم نتوصل بأي رد في الموضوع. كما أن وضعية السجناء تزداد سوءا يوما بعد يوم. هذا علما أن السجين سعيد بوليفة يخوض إضرابا عن الطعام منذ 11 فبراير2009، حيث فقد جراءه ما يزيد عن 20 كيلوغرام من وزنه، وبدأت تنبعث من جسده رائحة كريهة إضافة لتقيئه الدم... وعليه ، فإن المكتب التنفيذي للمركز المغربي لحقوق الإنسان يسجل ما يلي : - إن الكثير من السجناء المعتقلين بالسجن المدني بتولال بمكناس أصبحوا عرضة للإصابة بعاهات نفسية وعقلية خطيرة. - إن إيواء سجناء بسبب عقوبات جنحية بسيطة بجوار مساجين خطيرين متهمين بالقتل أو الاغتصاب يمثل أخطر الانتهاكات الجسيمة جراء بشاعة ما يتعرضون إليه يوميا على مرأى ومسمع من المسؤولين, - إن سياسة إدارة السجن سوف تؤدي لا محالة إلى تفريخ المزيد والمزيد من المجرمين الذين يجنون على أنفسهم وعلى أبرياء كثر من المواطنين، سواء داخل السجن أو بعد خروجهم, - امتعاضنا من التجاوب السلبي لبعض المسؤولين بإدارة السجون مع مطالب بعض المنظمات الحقوقية وشكايات السجناء حول أوضاعهم وحقوقهم ، حيث كلما تمت مخاطبة المسؤولين عن بعض الفضاءات السجنية على المستويين المركزي أو المحلي حول الموضوع أو إثارة انتباههم حول وضعية أو ظروف السجناء ، إلا ويلاحظ اشتداد وطأة القمع والتضييق والتنكيل في حق المشتكين من السجناء, - تحميله المسؤولية للمندوبية العامة لإدارة السجون بخصوص ما يقع من تسيب وانعدام للقانون بسجن تولال بمكناس كنموذج وفي باقي السجون المغربية، مع مطالبته الإدارة المذكورة بتغيير سياستها في التعاطي مع مطالب الحقوقيين والسجناء المعنيين، والاستجابة لحقوقهم التي يكفلها القانون المنظم للمؤسسات السجنية ومبادئ الشروط الدنيا لمعاملة السجناء كما تضمنتها المواثيق الدولية ومقومات الكرامة الإنسانية.. - تحذيره من خطورة استمرار الوضع على ما هو عليه بسجن تولال بمكناس، نظرا لتدهور حالة المضربين عن الطعام، والتي تنذر بوفاتهم في أي حين, - دعوتنا المنظمات الحقوقية إلى تكثيف الجهود واتخاذ أشكال نضالية قوية وفعالة من أجل تحسين أوضاع السجون وظروف السجناء.