دعا منتدى الكرامة لحقوق الإنسان إلى تحريك الدعوى القضائية في حق المدير الحالي للسجن المدني بطنجة، بعد الأحداث التي أصبح يعرفها هذا السجن منذ التحاقه به منذ بضعة أشهر، و«بسبب سوابق في ممارسة عدوانيته». وقال بيان للمنتدى إن المدير الحالي لسجن طنجة «له سوابق في ممارسة عدوانيته على المعتقلين»، وإن الاستمرار في تزكيته «يعتبر تحفيزا له على مواصلة ساديته على المعتقلين واضطهادهم». واعتبر المنتدى أن الأحداث التي عرفها سجن طنجة منذ التحاق هذا المدير بإدارته، وآخرها تعرض العشرات من السجناء لاعتداء مباشر من طرف المدير وأعوانه الأسبوع الماضي «حيث، يقول البيان، تعرض العشرات من معتقلي ما يسمى السلفية الجهادية، للضرب والركل وأصناف المعاملة القاسية والمهينة، وتم حرمانهم من مجموعة من حقوقهم على رأسها حقهم في الزيارة، وهو ما دفع هؤلاء السجناء إلى إعلان دخولهم في إضراب لا محدود عن الطعام». وكان المدير الحالي لسجن طنجة محط متابعة قضائية عندما كان مديرا في سجن مكناس، ووجه إليه استدعاء للمثول أمام المحكمة، غير أن هذه المتابعة توقفت، وعوض ذلك تم تعيينه في مناصب أخرى في عدد من سجون المغرب. ودعا بيان منتدى الكرامة إلى «حماية السجناء من التعذيب وغيره من ضروب المعاملات القاسية واللاإنسانية والمهينة، وتمتيع السجناء بكافة حقوقهم التي تضمنها لهم المواثيق الدولية ذات الصلة، وفتح تحقيق حول الاعتداءات التي يتعرض لها معتقلو سجن طنجة». كما دعا البيان إلى «إيفاد لجان مشتركة من الجمعيات الحقوقية والجهات الوصية السجون لزيارة السجن المحلي لمدينة طنجة لتقصي حقيقة الأوضاع داخله». يذكر أن مدير سجن طنجة كان فشل مؤخرا في اجتياز اختبار من أجل الالتحاق بالسلم العاشر في الوظيفة العمومية، وهو ما اعتبره مصدر مطلع «تمهيدا قانونيا من أجل تغييره»، في انتظار معرفة ما ستسفر عنه المطالب الحقوقية التي تدعو إلى مثوله أمام القضاء بسبب ما تقول إنها «انتهاكات لحقوق الإنسان» مارسها هذا المدير خلال عمله في عدد من السجون. وعلى الرغم من الانتقادات الحادة التي وجهت إلى المدير الجديد لسجن طنجة، إلا أن المندوب العام للسجون، حفيظ بنهاشم، لم يبد منه إلى حد الآن أي رد فعل، في الوقت الذي تعرض فيه عدد من نزلاء سجن طنجة لردود فعل انتقامية، بينهم سجناء رحّلوا إلى سجن القنيطرة وأودعوا الجناح الخاص للمحكومين بالإعدام. وكان عدد من السجناء القاصرين في سجن طنجة قد تعرضوا للضرب والتعذيب بعد أن حاولوا الفرار. وقال أحد أفراد عائلة أحد القاصرين الذي حاول الفرار إن «السجناء ظلوا يقبعون في زنازينهم المزدحمة لأزيد من 20 ساعة يوميا، وهو ما يهدد بإصابتهم بالجنون وبالانهيارات العصبية، بالإضافة إلى الاعتداءات الجسدية واللفظية التي يتعرضون لها باستمرار». وكان مدير سجن طنجة، مباشرة بعد التحاقه بعمله، حطم حوض السمك الموجود في مدخل السجن، وهو ما جرد السجن من أهم رموزه الإنسانية، وفرض نظام زيارة إجباري يعتمد التوقيت المستمر، وهو ما حرم مئات السجناء من رؤية أبنائهم المرتبطين بدراستهم، كما أزال عددا من مرافق السجن الضرورية، من بينها القاعة الخاصة بالزيارة النسبة إلى السجناء الأجانب، وحرمان عدد كبير من السجناء من متابعة دراستهم، وقلص فترة الفسحة إلى أدنى درجاتها مما حول الزنازين إلى جحيم لا يطاق.