لم تعد "الدول الإسلامية" أو ما يسمى اختصارا ب" داعش" تستهوي الجنود المحليين، بل تعدته، في الآونة الأخيرة، إلى استقطاب وتجنيد جنود أجانب متدربين على حمل السلاح والتعامل مع المتفجرات، على غرار المواطنين العاديين، هكذا انضم مجموعة من الجنود الإسبان من أصول مغربية إلى صفوف داعش، وكان آخر الذين قدموا الولاء لزعيم التنظيم الإرهابي، أبو بكر البغدادي، هو المغربي الحامل للجنسية الإسبانية، نبيل محمد، البالغ من العمر29 سنة، والذي كان قبل أن يلتحق بالجيش الإسباني يتعاطى المخدرات في حي " لا كانيا"، مسقط رأسه في مليلية. ولما التحق بالجيش الإسباني كان يعمل على تهريب وصفات طبية وهمية، كما تحوم حوله شكوك حول إمكانية تورطه في تهريب متفجرات مسروقة من داخل الثكنات العسكرية. وبعد أن ترك البدلة العسكرية الإسبانية، عام 2008، بسبب عدم الانصياع للأوامر العسكرية، قرر ارتداء بدلة داعش من أجل استقطاب وتجنيد النساء والأطفال لإرسالهم إلى مناطق النزاع في سوريا والعراق. وقبل نبيل محمد، كانت مجموعة من الجنود الإسبان من أصول مغربية غادروا الجيش الإسباني معلنين انضمامهم إلى صفوف الدولة الإسلامية، من بينهم المغربي زكرياء سعيد محمد، وكمال محمد، وجمال دامير الكالا. وفي علاقة بهذا الموضوع، أكد الموساوي العجلاوي، الأستاذ بمعهد الدراسات الإفريقية بالرباط، أن جل الجنود الإسبان الذين قرروا الانضمام إلى صفوف الدولة الإسلامية ينحدرون من المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، وعزا ذلك إلى ثلاثة عوامل: أولا، انتشار التهميش والهشاشة في المناطق الشمالية المغربية، الشيء الذي يجعل الشباب يفكرون في الارتماء في أحضان داعش؛ ثانيا، مسألة الهوية حيث إن هؤلاء يشعرون بأنه لا وطن لهم، أي أفراد خارج إطار الدولة، ولا يحملون هوية الدولة، نظرا إلى الوضع الذي تعيشه المدينتان المحتلتان سبتة ومليلية؛ ثالثا وأخيرا، تنويع داعش لأساليب التجنيد من خلال البحث عن الثغرات التي سبق ذكرها، اعتمادا على قدرتها الفائقة في التواصل، إذ إن الولاياتالمتحدةالأمريكية، رغم التقدم الذي حققته في ميدان التواصل والتكنولوجيا، لم تستطع اختراقها، بالإضافة إلى تركيز التنظيم الإرهابي على المجنِدين أكثر منه على المجنَدين. وفي علاقة مع الجنود الإسبان السابقين من أصول مغربية، أكدت صحيفة " الموندو الإسبانية" أن أجهزة المخابرات الإسبانية تتابع عن قرب الجنود المسلمين البارزين في المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، كما أكدت مجموعة من المصادر ل" الموندو" أن التعاون بين الأجهزة الاستخبارتية الإسبانية والمغربية أساسي من أجل الحد من ظاهرة انضمام الجنود الإسبان من أصول إسلامية، عامة، ومغربية، خاصة، إلى صفوف داعش، خصوصا أن هذه الأخيرة تعمل على استقطابهم بحكم تجربتهم وخبراتهم العسكرية. كما أشارت " الموندو" إلى أن المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية تعتبران معقل الجهادية والتطرف الإسلامي، الذي من شأنه أن يتسرب إلى داخل أجهزة وقوات الأمن، مما يستوجب رفع درجة التأهب والمراقبة. كما أضافت أن مدينة مليلية، التي تم توثيق إعلان جنديَين فيها مبايعتهم للبغدادي، ينحدر منها حولي 2000 جندي إسباني، من بينهم 800 مسلم.