أصدر المركز الوطني الإسباني للاستخبارات، الأسبوع الماضي، تقريرا أمنيا سريا قلل فيه من نسبة خطر الجنود المغاربة بسبتةالمحتلة، أو ما يطلق عليهم اسم «الجنود المسلمين»، على الدولة الإسبانية، مثلما حاول التقليل من نسبة ما تداولته العديد من التقارير حول كون هؤلاء الجنود يشكلون خطرا على المؤسسة العسكرية بسبب تدينهم. وأشار التقرير، الذي اطلعت عليه «المساء»، إلى أن الجنود الإسبان المسلمين (مغاربة سبتة) معتدلون في تدينهم وفي ممارسة شعائرهم الدينية، مضيفا بأنه تمت «مراقبة ممارستهم شعائر الدين الإسلامي وخلال تأدية صلاتهم داخل مساجد سبتة، بل حتى داخل المساجد التي توجد ببعض الثكنات العسكرية الإسبانية». وأكد التقرير المخابراتي أن عددا كبيرا من مغاربة سبتة العاملين في صفوف الجيش الإسباني يقومون بزيارات متعددة إلى المدن المغربية لزيارة أقاربهم وذويهم، لكنهم، يضيف التقرير، ثبت بعد مراقبتهم أن تلك الزيارات «عادية في شكلها ومضمونها ولا تشكل خطرا على المؤسسة العسكرية الإسبانية». وأوضح تقرير المركز الاستخباري الإسباني، الذي يشرف عليه الجنرال فيليكس سانث رولدان، أن مغاربة سبتة من الجنود لا يفكرون في إعادة سبتة ومليلية إلى المغرب، «منوها» بولائهم لإسبانيا. ويأتي صدور هذا التقرير، الذي يتم التكتم إعلاميا على مضامينه، بهدف طمأنة ساكنة سبتة والمؤسسة العسكرية الإسبانية، خصوصا بعدما عاد ملف مغاربة سبتة ومليلية، الجنود في صفوف الجيش الإسباني، إلى واجهة الأحداث بإسبانيا، بعد التحذيرات الصادرة من طرف رئيس جمعية الجنود الإسبان. «هناك احتمال وجود طابور خامس» مكون من المجندين المسلمين في مدينتي سبتة ومليلية». كان هذا تصريح لليوبولدو مونيوث خلال مداخلة له بالمركز الثقافي للجيش، مضيفا بأن «الخطر قائم وحقيقي»، في إشارة منه إلى انضمام مغاربة سبتة ومليلية إلى قوات الجيش الإسباني. رئيس جمعية الجنود الإسبان حذر المؤسسة العسكرية الإسبانية ووزارة الدفاع، التي ترأسها الوزيرة كارمي تشاكون، من تجنيدهما لمغاربة سبتة ومليلية ضمن سلك الجندية، ووصف ذلك ب «غير المقبول»، خصوصا بعدما وصفهم بالطابور الخامس أو ب«جيش الاحتياط» المغربي في إسبانيا. تصريحات ليوبولدو مونيوث وجهت كذلك إلى حلف الناتو، محذر إياه مما أسماه «تهديد العالم الإسلامي للغرب» وأوروبا، وخصوصا «داخل مناطق بعينها مثل سبتة ومليلية، اللتين اعتبرهما «غير محميتين من قبل حلف شمال الأطلسي»، ولذلك طالب بضرورة «اتخاذ احتياطات كبيرة» بخصوص المجندين الأجانب، خصوصا معتنقي الديانة الإسلامية، بهدف «تفادي غزو جديد» لإسبانيا من قبل المسلمين. وارتفعت مؤخرا تخوفات الجيش الإسباني من الجنود المغاربة بعدما احتل هؤلاء نسبة 30 بالمائة في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، أي أكثر من ثلث القوات الإسبانية المتمركزة هناك. كما سبق منذ ثلاث سنوات توقيف 8 جنود إسبان من أصل مغربي لأنهم استغرقوا في النوم ورفضوا الانصياع لأوامر قائدهم الإسباني. القائد الذي لم يصدق حينها موقف الجنود المغاربة الإسبان صاح بأعلى صوته: «هل هذه ثورة إسلامية؟؟». كلمة الإسلام كانت ومازالت دائما تشكل مصدر قلق لقادة الجيش الإسباني، كما تهدد مصير الجنود من أصل مغربي.