نشرت بعض الصحف الإسبانية إحصائيات ومعطيات رسمية صادرة عن المؤسسة العسكرية تشير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الجنود الاسبان من أصول مغربية خلال السنين الأخيرة. الأمر الذي جعل الساسة ورجال الإعلام الإسبان يسارعون الى إبداء تخوفهم وقلقهم الشديد من ذلك، ويحذرون من تنامي نسبة الجنود الإسبان من أصول مغربية داخل مختلف القوات العسكرية الاسبانية سواء البرية منها أو الجوية أو البحرية. وحسب نفس الاحصائيات الرسمية فإن أكبر نسبة من هؤلاء الجنود يرابطون بالثغرين المحتلين سبتة ومليلية، مما يشكل حسب تصريحات أعضاء من الحزب الشعبي عنصر تهديد حقيقي لمستقبل المدينتين. وكان لويس بيرال عضو فريق الحزب الشعبي بالغرفة الثانية للبرلمان الإسباني خلال اجتماع عقده أعضاء لجنة الدفاع بمجلس الشيوخ الأسبوع الماضي قد شكك في ولاء الجنود الاسبان العاملين بسبتة ومليلية المحتلتين والذين ينحدرون من أصول مغربية، وطالب باتخاذ إجراءات استباقية في هذا الشأن . لكنه توجه بعد ذلك الى وسائل الإعلام للاعتذار عما صرح به بعد أن تعالت صيحات وانتقادات الأحزاب الاسلامية بالثغرين المحتلين وأضاف بأن الفيالق الريفية ساهمت تاريخيا بشكل كبير في دعم إسبانيا عسكريا وفي مواجهة أعدائها. وكانت بعض الأطراف السياسية المعارضة بإسبانيا قد طالبت في وقت سابق حكومة خوصي لويس رودريغيز زباطيرو بالتراجع عن القرار الصادر عن السلطات المركزية بمدريد والقاضي بتخفيض عدد الجنود في المدينتين السليبتين بسبب ما اعتبرته استمرار تهديدات ومطامع المغرب ورغبته الملحة في استرجاع سبتة ومليلية وجزيرة تورة وبقية الجزر الجعفرية، خصوصا بعد إعلان العاهل المغربي محمد السادس عن إحداث قاعدة عسكرية بحرية بمنطقة القصر الصغير وعلى مقربة من مدينة سبتةالمحتلة.