كشف الحزب الشعبي المعارض في اسبانيا عن قلقه جراء ارتفاع نسبة الجنود من أصل مغربي في الجيش الإسباني في كل من مدينتي سبتة ومليلية، وطالب بالأخذ بعين الاعتبار هذا المعطى بحكم أن مدريد ما زالت لها مشاكل ترابية عالقة مع الرباط، ولكنه ما لبث أن تراجع عن هذا التحذير بسبب ما ترتب عن ذلك من توتر سياسي حقيقي.وتقدم عضو مجلس الشيوخ لويس بيرال باسم الحزب الشعبي اليميني المحافظ والذي يتزعم المعارضة بسؤال في هذه المؤسسة التشريعية يوم الثلاثاء الماضي الى وزيرة الدفاع كارمن تشاكون يطالبها بالأخذ بعين الاعتبار والحذر ارتفاع نسبة الجنود من أصل مغربي في القوات المسلحة في كل من مدينتي سبتة ومليلية. وتابع أن هذا الوضع لا يمكن أن يتم تحمله كما لا يمكن تحمل التخفيض من نسبة الجنود بحكم وجود مشاكل مع المغرب وخاصة ملف سبتة ومليلية اللتين يطالب باستعادتهما أو مشكل جزيرة ثورة الذي وقع مؤخرا وتجربة المسيرة الخضراء في الماضي. وأوضح هذا البرلماني في تصريحات لاحقة نشرتها أمس جريدة "بويبلو دي سيوتا"، أنه كان يقصد الجنود من أصل مغربي وليس الجنود المعتنقين للديانة الإسلامية. يذكر أن وزارة الدفاع الإسبانية ترخص للاسبان من أصل مغربي القاطنين في مدينتي سبتة ومليلية بالانتماء الى الجيش لأنها تعتبرهم مواطنين إسبانيين ولكنها تحول دون انضمام المغاربة المهاجرين الذين حصلوا على الجنسية الإسبانية. الحزب الاشتراكي الحاكم اعتبر تصريحات الحزب الشعبي خطيرة للغاية لأنها تشكك في ولاء جنود إسبانيين بسبب جذورهم المغربية وهي أقرب الى التصريحات العنصرية، في حين كان الحزب الديمقراطي السبتي عنيفا ضد هذه التصريحات، واعتبرها عنصرية وخطيرة للغاية. وأمام هذه التصريحات المحرجة، أقدم الحزب الشعبي على إصدار بيان يعلن عدم اتفاقه مع تصريحات نائبه في مجلس الشيوخ، لكن المراقبين وبعض التشكيلات السياسية تعتبر هذه الموقف مناورة للتخلص من المسؤولية السياسية بحكم أن كل عضو في مجلس الشيوخ أو نائب في مجلس النواب لا يمكنه تسجيل وتوجيه أسئلة إلى أعضاء الحكومة إلا بعد أن تصادق عليها لجنة حزبية خاصة تتولى مراجعة هذه الأسئلة وتكييفها سياسيا. وتأتي هذه التصريحات عموما لتبرز مدى الإشكالية التي يطرحها السكان المسلمون ذوو الأصول المغربية في سبتة ومليلية اللتين يطالب المغرب باستعادتهما من الاستعمار الإسباني.