يقدم لكم موقع "اليوم 24″، طوال شهر الصيام الكريم، وبشكل يومي، مجموعة من الطرائف النادرة التي عاشها رياضيون مغاربة أو دوليون، وترسخت في أذهانهم، حتى صارت محط سخرية يتندرون بها في كل مرة تثار فيها أحاديث الذكريات السارة. عاشت الكرة المغربية فصولا من الأحداث والطرائف، خلال السفريات التي قام بها المنتخب الوطني إلى الأدغال الإفريقية، في إطار بحثه عن التميز هناك، وهذا ما حصل لأسود الأطلس لما توجهوا إلى العاصمة السيراليونية فريتاون، لملاقاة المنتخب المحلي، برسم الجولة الرابعة من التصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم لعام 1998 التي أقيمت في فرنسا. وبدأ المنتخب الوطني البحث عن تأشيرة المرور إلى نهائيات كأس العالم عام 1998 على نحو جيد، بعدما افتتحها بفوز مقنع على سيراليون بنتيجة أربعة أهداف دون رد بالمجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله، قبل أن يحقق تعادلا ثمينا بمثابة فوز على المنتخب الغاني بكوماسي، بعد ذلك سيعود بالانتصار من الغابون بأربعة أهداف دون رد. وخلال هذه المباريات الثلاث الخاصة بتصفيات كأس العالم تألق النجم صلاح الدين بصير، الذي كان يلعب آنذاك بفريق الهلال السعودي، وصار هداف المنتخب الوطني دون منازع، بل أكثر من ذلك أضحى الفتى المدلل لجميع الجماهير المغربية، التي باتت تعقد عليه آمالا كبيرة في التأهل إلى مونديال فرنسا، حيث كانت مباراة السيراليون التي أجريت في 26 من شهر أبريل من عام 1997 بفريتاون منعرجا حاسما لأسود الأطلس في طريق بحثهم عن بطاقة التأهل لنهائيات كأس العالم. وقبل رحيل المنتخب الوطني إلى فريتاون، في رحلة جوية مباشرة عبر طائرة عسكرية، عاش لحظات قلق لان بصير تاخر في الالتحاق بمقر إقامة النخبة الوطنية بمدينة الرباط قبل التوجه إلى سيراليون، إذ حينها كل وضع يده على قلبه مخافة عدم ترخيص إدارة الهلال السعودي لهداف أسود الأطلس، بالانضمام إلى منتخب بلاده المقبل على مباراة مهمة وحاسمة، لاسيما بعد التصريحات التي أدلى بها لبرنامج "العالم الرياضي"، بعد مباراة الغابون، وأشار فيها إلى أنه يجد صعوبات كبيرة في تلبية نداء المنتخب الوطني، لتعنت إدارة الفريق السعودي في السماح له بذلك. وأمام هذا العائق تحركت الهواتف، لكن من دون جدوى، حيث توجهت بعثة المنتخب الوطني إلى سيراليون دون بصير على أمل أن يلتحق بها، بعد أن يخوض مباراة مهمة لفريقه الهلال أمام جاره النصر برسم الدوري السعودي، التي تألق فيها بتسجيله هدف الفوز لناديه. وبعد نهاية المقابلة، توجه محبوب الجماهير المغربية إلى المطار مباشرة، في رحلة مكوكية وشاقة، انطلقت من الرياض في اتجاه باريس قبل أن يصل إلى فريتاون، التي وصل إليها متعبا، ما فرض على الناخب الوطني آنذاك، الفرنسي هنري ميشيل، وضع برنامج تدريبي خاص به حتى يكون في الموعد يوم المقابلة. وبعد هذا المجهود الذي قام به بصير من أجل الالتحاق بالنخبة الوطنية، فوجئ قبل ساعتين من إجراء المباراة بخبر غير سار، تمثل في تمدد حذائه الرياضي، وأصبح بمقاس أكبر من رجله، بفعل الحرارة المرتفعة في سيراليون، فكان الحل بعد ذلك هو البحث عن حذاء بديل، فجاء العون من رشيد الطاوسي الذي كان يشغل منصب مدرب مساعد للفرنسي هنري ميشيل آنذاك. رشيد الطاوسي قال لبصير: "حذائي رهن إشارتك لكن، هو ممزق شيئاً ما من مقدمته"، فما كان على بصير المغلوب على أمره إلا استعمال حذاء رشيد. ورغم هذه الإكراهات، تمكن بصير من تسجيل هدف الفوز للمنتخب الوطني في هذه المباراة، وساهم بشكل كبير في تأهيل المنتخب الوطني إلى نهائيات كأس العالم التي أقيمت بفرنسا، حيث أصبح في حاجة إلى نقطة واحدة في مباراتين ستلعبان في المغرب أمام كل من غاناوالغابون.