في تطور جديد ومثير لقضية وفاة خمسيني يوم الأربعاء ما قبل الماضي بمخفر الشرطة بولاية الأمن بفاس، بعد وضعه، بأمر من وكيل الملك، تحت تدابير الحراسة النظرية، حصلت «اليوم24» على معطيات جديدة تفيد بأن الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بفاس كلف فرقة التشخيص القضائي للشرطة بأخذ عينات من دم المعتقل المتوفى وسائله المعوي، لإخضاعها للتحليل المخبري والجنائي بالمختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية بالدار البيضاء. وكشفت مصادر الموقع أن لجوء المحققين إلى هذا الإجراء، جاء عقب الصعوبات التي اعترضت أبحاث النيابة العامة لفك لغز وفاة الخمسيني، بعد مرور 24 ساعة على اعتقاله بتهمة السكر العلني، خصوصا وأن تقرير التشريح الطبي الذي أجري على الجثة أشار إلى أن الوفاة قد تكون ناتجة عن حالة اختناق وضيق في التنفس، أصيب به الهالك الذي كان يعاني قيد حياته من مرض الربو، وهو ما لم يقنع جهات قضائية، تقول مصادرنا، التي أمرت بتعميق الأبحاث في وفاة الرجل، والتأكد من عدم تعرضه لحالة تسمم أو أي فعل جرمي قد يكون وراء وفاته بمخفر الشرطة بفاس، فيما لم تكشف تقارير المحققين عن وجود أية علامات أو آثار للضرب أو التعنيف من عدمها على الجثة، وهو ما لم يتسنى لعائلته التأكد منه بعد تسلمهم للجثة في صندوق خشبي مشمع، ولجوئهم إلى دفنها تحت حراسة أمنية مشددة. وقال مصدر قضائي مطلع إن عائلة الخمسيني المتوفى، الذي كان يشتغل حارسا ليليا بأحد الأحياء بالمدينة العتيقة، جرى الاستماع إليها من قبل الوكيل العام للملك، عقب إخضاع الجثة للتشريح، حيث طالبت العائلة برفع اللبس عن ظروف ومكان مصرعه، لكنها امتنعت عن تقديم أية شكاية أو اتهام جهة ما بالوقوف وراء إزهاق روحه، مشددين على أنهم يجهلون الظروف التي توفي فيها. وأضافت ذات المصدر أن أبحاث النيابة العامة، التي فتحتها مع عناصر أمنية بولاية الأمن بفاس، لم تنته بعد، حيث يواصل المحققون الاستماع لتصريحات عناصر الشرطة الذين اعتقلوا المتوفى، وكذا ضابط الشرطة القضائية الذي قام باستنطاقه، إضافة إلى الحراس الخاصين بمكان إيداع المعتقلين بقبو ولاية الأمن بفاس، وسائق سيارة الإسعاف التي نقلته مرتين على التوالي من مخفر الشرطة إلى المستشفى، فيما تحدثت مصادر أخرى عن احتمال الاستماع لتصريحات طبيبة، كانت معتقلة في قضية تسليم شواهد طبية مزورة، التي استعان بها الحراس لإجراء معاينة على المحروس نظريا، حيث طالبتهم بالإسراع بنقله إلى المستشفى وإخراجه من محتجزه إلى مكان مكشوف تتوفر فيه التهوية الكافية.