تصوير:عبد المجيد رزقو رفض عازف الساكسفون كيني كاريت مشاركة لمعلم حسن بوسو في الغناء فوق منصة ساحة مولاي الحسن، كما كانت إدارة مهرجان كناوة مبرمجة لذلك، بدعوة أنه مرهق نتيجة رحلته الطويلة من الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المغرب. وكان جمهور موكادور ينتظر لقاء يجمع بين الجاز وتكناوين من خلال كاريت وبوسو، غير أنه لآخر لحظة تفاجأ الجمهور بإلغاء اللقاء الغنائي المغربي الأمريكي، حيث صعد بوسو في الفقرة الثالثة لوحده واعتذر للجمهور، واكتفى كاريت بعزف مجموعة من المقطوعات التي تروي معاناة السود عبر التاريخ مع العبودية والعنصرية ضدهم. ويعد كاريت أحد عازفي الساكسفون الماهرين في الولاياتالمتحدة، نتيجة تعلمه فن الجاز منذ الصغر وذلك على يد والده في سن الطفولة المبكرة، لكنه تأثر أيضا بعدة أجناس موسيقية أخرى، وأنتج 10 ألبومات موسيقية لاقت نجاحا سواء من قبل النقاد أو الجمهور. واعتلى المعلم بوسو المنصة مرتين؛ في بداية الحفلة حيث قدم مجموعة من الأغاني الكناوية المقتبسة من تراث فن كناوة الأصيل، تم صعد إليها مرة ثانية بعد أن رفض كاريت مرافقته في الغناء. ويعتبر بوسو، وهو ابن لمعلم حميد بوسو، أحد القامات الفنية المعروفة في صفوف فرق كناوة في المغرب، حيث ساهم في نشر هذا اللون الموسيقي عالميا، خصوصا أنه يستقر في فرنسا منذ سنوات، واستطاع مزجه إلى جانب فنانين أجانب وشباب بأصناف موسيقية أخرى كالجاز والراب. وعلى المنصة نفسها قدم الثلاثي المالي سليف كيتا، والشيخ تيديان سيك، وأمدوه باكايوكو، عرضا موسيقيا يستوحي إبداعه من إفريقيا بكل تجلياتها، ويعيد إلى الأذهان فترة الوهج الذي كانت تعرفه فرقة ليزومباسادور التي كانت تضم الثلاثة في السبعينيات. ويأتي لقاء عمالقة الفن المالي في مهرجان كناوة، ضمن جولتهم الدولية المبرمجة منذ شهور. وختم حفلة اليوم الثالث لمنصة ساحة مولاي الحسن، الفنان عزيز سحماوي، الذي قدم عدة مقطوعات بالعربية الدارجة والفصحى، استقاها من ثاني ألبوم له، ومن عناوينه المختارة ياسمين، بالإضافة إلى مزيج رائع يأخذ من كل الطبوع المغاربية والإفريقية والغربية، ويقدم انصهارا متناسقا استحسنه كثيرا الجمهور الكناوي.