صنفت سهرة أول أمس السبت، إحدى أهم سهرات الدورة 18، التي استقطبت المئات من عشاق الموسيقى الإفريقية، إذ قدمت فرقة "ليزومباسادور" (السفراء)، من مالي، عرضا شيقا استثنائيا، تميز بحضور شخصيات مرموقة، على رأسها أندريه أزولاي، مؤسس المهرجان، ومستشار جلالة الملك محمد السادس، ونايلة التازي، مديرة ومنتجة المهرجان. وكرست الفرقة المذكورة، التي تعد رمز حيوية الموسيقى الإفريقية، حضورها الفني المتميز، وعودتها إلى طليعة الساحة الفنية، بعد ما ألهبت حماس الجمهور، الذي رقص وتفاعل مع إيقاعاتها، في ليلة مبهرة وفريدة. وكان مسك ختام ثالث ليالي الدورة 18، الموسيقي عزيز السحماوي، الذي لم يؤثر تأخر اعتلائه المسرح، في نسبة الحضور الجماهيري، إذ أصر عشاق موسيقى الجاز الممزوجة بالإيقاعات المغاربية، على متابعة فقرته الفنية، إلى حدود الساعة الثالثة صباحا. واستمتع زوار مهرجان كناوة، أيضا، بالنغمة الكناوية، مع لمعلم حسن بوسو، فرقص على نغمات آلة "الكمبري" و"الطقاطق"، وتمايل على إيقاعات الطبول التي تحرك بطواعية، وجدان المستمع. وتلت عرض بوسو فقرة فنية أخرى للعازف الأمريكي كيني كاريت، النابغ على السكسوفون، الذي تأثر بعدة أجناس موسيقية، فتفاعل معه الجمهور الصويري، ورقص على موسيقاه. وفي الجانب الآخر، وبالتحديد ببرج باب مراكش، احتشد جمهور الزاوية العيساوية، لحضور حفل فرقة "عيساوة فاس"، في ليلة روحانية خاطبت الروح والوجدان. وفي الليلة الثالثة نفسها، قدمت كل من فرقة تادنكة وديابا زون، والفنان باري، ولمعلمين مهدي ناسولي، وحميد قصري، بالإضافة إلى الفنان الأفغاني حومايون خان، عرضا فنيا مبهرا على منصة الشاطئ. ولم تقل الليلة الثانية، التي أحيتها كل من الفنانة العالمية هندي زهرة، ولمعلم عمر حياة، إلى جانب الفنان صوني تروبي من كوادلوب، بالإضافة إلى النجم النيجيري طوني ألين، أهمية عن حفلات أول أمس السبت، إذ استطاعوا باحترافيتهم العالية، جذب الأنظار وسرقوا الأضواء ليعبروا عن تمكن بليغ من موهبتهم الفريدة في عالم الغناء.