حسن طارق «الجابري مفكر عربي بامتياز. لقد التزم سياسياً منذ أن كان شاباً، وعمل في صحافة الحزب، ومن ثم أضحى عضواً في المكتب السياسي. وهنا نسجل له دوره في التهيئة للمؤتمرات الحزبية، والمساهمة في قراراتها، ووضع الأطروحات الفكرية، وبيانات الحزب في القضايا الكبرى. وأذكر أنه حرّر بياناً سنة 1978 يدعو إلى إقامة ملكية برلمانية، وجدد حزب الاتحاد الاشتراكي هذه الدعوة مرات عدة في السابق، ولم يتحقق هذا المطلب إلا في التعديل الدستوري عام 2011 في فترة الربيع العربي. لقد انهمك كثيراً في العمل الحزبي، وشارك في تحرير التقرير الأيديولوجي للحزب عام 1975، وآخر نشاطاته كعضو المكتب السياسي كانت مساعدة قائد الحزب المرحوم عبد الرحيم بوعبيد. ولكن أظن أنه لاحظ أن الوقت يفوته فانصرف للاهتمام بالفكر، وحسناً فعل.» هكذا استعاد الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي، القائد اليساري، والوزير الأول السابق، في حوارٍ نادرٍ مع موقع (العربي الجديد) قبل أسابيع، صديقه في السياسة والحياة، الفقيد محمد عابد الجابري، الذي حلّت الأحد قبل الماضي (3 ماي) ذكرى رحيله الخامسة. تأصيل قيم الحداثة ذكرى شكلت – مرة أخرى- مناسبة لاستحضار مساهماته الغنية في التأصيل والتأسيس لقيم الحداثة وأفكار التقدم والنهضة. كما تسمحُ للبعض بتمرين ذهني يروم قراءة تداعيات أحداث انفجارات2011، التي لم يعشها الراحل على ضوء مشروعه الفكري الكبير. وبالنسبة إلى الكثيرين، لا يمكن إغراء فكرة استعادة مسار صاحب نقد العقل العربي من خلال التأمل في علاقته مع هَرَمٍ فكري آخر ليس سوى عبد الله العروي، خاصة وأن التفكير في العلاقة بين الرجلين يبدو في البداية كما لو كان لعبة للمرايا المنكسرة، حيث يحتاج المرء إلى تجميع الكثير من التفاصيل والجزئيات المتشظية لإعادة بناء الصورة الأصل. في نفس الحوار المذكور، سيصف عبد الرحمان اليوسفي عبد الله العروي بأنه «توأم» الفقيد الجابري،وهو توصيفٌ لاشك أنه سيكون مُفاجئاً للكثيرين الذين دأبوا على النظر للشخصين والمشروعين، سواءٌ من حيث العلاقة الشخصية «الباردة» المليئة بالتعقيد، أو من حيث التقاطب الفكري الحاد. الأكيد أن شيخ الاشتراكيين المغاربة هو الذي تفاعل مع مخاضات ولادة الثقافة الوطنية الجديدة في المغرب المستقل، وقضايا الفكر العربي من موقع الممارسة السياسية والحقوقية الممتدة لعقودٍ، ويملكُ زاوية أخرى للنظر في علاقة الجابري بالعروي، زاويةٌ تمكنه من تلمس مساحات أوسع من التقاطع والاشتباك في مسارات الرجلين، ليس أقلها علاقات البداية التي ستجمعهما كلٌ في سياقه الخاص بالشهيد المهدي بن بركة، وبالحركة التقدمية الناشئة بين وطأة المحافظة وسطوة القمع. بالنسبة إلي على الأقل، فالتوصيف ليس غريباً عني، فعندما توفي الأستاذ الجابري عام 2010، كان قد تكلف حينها صديقه الكبير ذ.عبد الرحمان اليوسفي بالإشراف على تفاصيل حفل تأبينه، حينها سأعرف عن طريق الأستاذ العزيز الدكتور فتح الله والعلو أن الوزير الأول السابق سيحرص بشكل حثيث على محاولة الاتصال بعبد الله العروي لدعوته للحضور في لقاء الأربعينية، وهو ما ظل في النهاية مجرد محاولة نبيلة من سياسي كبير مفتون بالأبعاد الرمزية للأحداث والوقائع. اشتباكات مفكرين التفكير في ذات العلاقة سيجعل الأستاذ والمفكر عبد اللطيف كمال في مؤلفه «أسئلة الفكر الفلسفي في المغرب»، يعيد تركيب مشهد الفكر المغربي المعاصر، ويخصص نصا قويا وجميلا لبياضات وغموض واشتباكات العلاقة بين الرمزين، متحدثا عن «العروي في مرآة الجابري والجابري في مرآة العروي»، ومتسائلا عن كيفيات نظر كل منهما لمساهمة الآخر الفكرية، راصدا أنه في حالات كثيرة لم يكن الخلاف بينهما حول الأسس والمبادئ والمنطلقات، قدر ما كان خلافا في التفاصيل والجزئيات.. فالرجلان، على حدة التقاطب الفكري بينهما، كثيراً ما تقاطعا في الحياة والتجربة، ولعل العلاقة مع السياسة، وبتحديد أكبر مع الحركة الاتحادية كإحدى أعرق المدارس اليسارية والتقدمية المغربية، إحدى أبرز مجالات هذا التقاطع. لذلك عندما نستحضر بدايات الرجلين، سنعثر بغير كثير من الصعوبة على بصمات الشهيد المهدي بن بركة. وطبعا، لن تعوزنا هنا التفاصيل في حالة الراحل الكبير محمد عابد الجابري، الذي أعاد رسم سيرته السياسية التي حرص على كتابة أجزاء مهمة منها في سلسلة «مواقف»، صورة اللقاء الأول بالقائد الوطني والتقدمي الشهيد المهدي بن بركة، وهو لقاء شكل إحدى البدايات السياسية لمسار الالتزام بقضايا الديمقراطية والتحرر. في المقابل، نحتفظ بالكثير من البياضات في حالة صاحب الإيديولوجيا العربية المعاصرة، فلسبب ما، تنطلق مذكراته المنشورة في أجزاء ثلاثة، من سنة 1967، في صياغته. وإذا كانت روايته «أوراق» تمكننا من التلصص على جزئيات السيرة الذهنية للعروي الشاب، وعلى قراءاته ومشاهداته وردود فعله تجاه قضايا وأحداث عاصرها، فإنها لا تفي بالغرض تماما في ما يتعلق بعلاقته السياسية والشخصية مع المهدي بن بركة. كل ما نعرف أن العروي قد ساهم في تحرير القسم الأكبر من الوثيقة الشهيرة للمهدي المعنونة والموسومة ب«الاختيار الثوري» في بدايات الستينيات. بعد أزيد من عقد، سيأتي زمن وثيقة أخرى، بعنوان آسر وسحري: «التقرير الإيديولوجي». وسيكون الراحل الكبير أبرز المساهمين رفقة أحمد لحليمي وآخرين، وبإشراف مباشر للشهيد عمر بنجلون بمناسبة المؤتمر الاستثنائي للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عام 1975. أياما قبيل المؤتمر، لم تمنع أشغال التحضير الفكري والسياسي لمحطة تاريخية الراحل الجابري من تخصيص دراسة نقدية وافية لمؤلف عبد الله العروي «الإيديولوجيا العربية المعاصرة»، وهي الدراسة الشهيرة التي نشرت على صفحات المحرر الثقافي أواسط السبعينيات. لا نعرف بالضبط الأثر الذي خلفه هذا السجال الحاد على مستوى العلاقة بين الرجلين، رغم أنه يمكن أن نطلع على رد فعل غاضب جداً من قبل العروي، كان قد سجله في مذكراته الشخصية يوم 27 يناير 1975. إنها، إذن، الملامح الأولى لتقاطب سيكون له ما بعده. كان الراحل الكبير يبدو مثقفا عضويا في تماس مباشر مع العمل السياسي، ليأخذ شيئا فشيئا صورة «منظر الحزب»، وهو يكتب الافتتاحيات في صحافة الحزب، ويدبج بيانات المؤتمرات، ويستعرض تاريخ الفكر الاشتراكي في مجلة «أقلام»، في الوقت الذي كان فيه الأستاذ العروي محتفظا بمسافة كبيرة مع «السياسة» كفعل مباشر، رغم أنه سيجرب ذات انتخابات مغامرة الترشح باسم ذات الحزب :الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ،وستبدو كتاباته في أجواء السبعينيات محكومة بسوء تفاهم ثقافي مع السياق الإيديولوجي العام، إذ عندما دافع، بصدد الترافع عن التاريخانية، عن ضرورة استيعاب «اللحظة الليبرالية»، سينتقد باسم الاشتراكية، وعندما دافع عن دور المثقفين، سيتهم بالولاء للطبقات الوسطى. خلفية عميقة لاختيار سياسي كانت كتابات الجابري خلال هذه المرحلة، أو حتى بعد استقالته من حزب الاتحاد الاشتراكي في بدايات الثمانينيات، كثيرا ما تقرأ كخلفية عميقة لاختيار سياسي واضح في الدفاع عن الديمقراطية والعقلانية، خاصة تلك التي يدبجها كمدافع عن طروحات الحزب، كما هو الأمر في مقاله عن مفهوم الدولة الوطنية في برنامج الاتحاد، المنشور بالمجلة الفكرية للحزب: المشروع، على أساس أنه لعبة المرايا المنكسرة المستمرة كذلك على هذا المستوى، إذ إن كتابات العروي كذلك ستكون مجالا للاستثمار السياسي، إذ ستبدو في نهايات السبعينيات طروحاته بمثابة جزء من الخلفية الثقافية الأساسية التي سيعتمدها أطر منظمة اليسار الراديكالي «23 مارس» لنقد تجربتهم اليسارية، وللخروج من السرية إلى الشرعية، والعمل الديمقراطي. وهكذا سنعثر على مقولة «التأخر التاريخي»، و«الماركسية الثقافية»… كمقومات فكرية لهذا المشروع الجديد الذي سيعطي فيما بعد تجربة منظمة العمل الديمقراطي الشعبي، لذلك ظلت «أنوال» اللسان الإعلامي لهذا التيار اليساري، وتحتفي دائما بعبد الله العروي وبأبحاثه، إذا استثنينا بعض المقالات السجالية للفقيد عبد السلام المودن، ذات الحمولة الإيديولوجية الحادة، في انتقادها ل«حداثة» العروي. والمؤكد أن تجربة منظمة العمل السياسية والفكرية هي كذلك، بشكل من الأشكال، قراءة عميقة للمشروع الفكري للجابري، خاصة فيما يتعلق بحرص مميز لهذا الفصيل اليساري، على استلهام الجوانب العقلانية في التراث الإسلامي. التلقي السياسي لطروحات وآراء المفكرين الكبيرين سيظل حاضرا على مستوى الساحة العامة، حيث شكلت دائما إسهاماتهما في النقاش والحوار العمومي مصدرا للاهتمام والتتبع الواسعين، كما هو الحال مثلا بالنسبة إلى حدث التناوب التوافقي لعام 1998، عندما تحمل زعيم الاتحاد الاشتراكي المعارض ذ.عبد الرحمان اليوسفي مسؤولية رئاسة الحكومة، حيث ألقى الفقيد الكبير محاضرة شهيرة ببيروت بتاريخ 30 نونبر 1998، وأعادت نشرها جريدة الاتحاد الاشتراكي، ونشرت كذلك في مجلة المستقبل العربي (ع 1999/239)، ومجلة «فكر ونقد»المغربية (ع 16)، قدم خلالها مُرافعة للدفاع عن تجربة التناوب، مُقدماً إشكالية الحقل السياسي المغربي الحديث، كصراع حول «من سيكون إلى جانب الملك ويكون الملك إلى جانبه: هل الحركة الوطنية وامتداداتها، أم «القوة الثالثة» التي أراد الاستعمار أن يرهن الملك بواسطتها في فلك مصالحه». فيما سيحفظ المشاهدون المغاربة مرورا تلفزيا نادراً للأستاذ عبد الله العروي، في القناة الثانية، خلال برنامج «في الواجهة» للصحافية مليكة ملاك، الذي سيتحدث فيه عن تجربة التناوب كتأويل برلماني لنظامنا السياسي. في إحدى ندوات تقديم «مفهوم العقل» لعبد الله العروي، بمؤسسة عبد الرحيم بوعبيد، قبل أكثر من عقد ونصف، سيتحدث بنسالم حميش عن غياب ثقافة الاعتراف في الفكر المغربي المعاصر. ففي هذا الكتاب، كما في مصنفات أخرى لنفس الكاتب، لا يمكن أن نعثر على مجرد هامش صغير يذكر أحد كتب الجابري. الواقع أن العكس صحيح تماماً، فكتب الجابري التي يمكن للقارئ المتخصص أن يلتقط داخلها محاورات مباشرة مع أفكار العروي لا تستحضر، عموماً، في متونها ولا هوامشها تماماً اسم عبد الله العروي أو عنوان أحد كتبه. مشروعان ثقافيان مختلفان تبدو لعبة المرايا المنكسرة، على المستوى الفكري، أكثر صعوبة، إذ غالبا ما يتم تقديم العَلمَين كمدرستين فكريتين متميزتين، وكمشروعين ثقافيين مختلفين، بنهجين متناقضين وبمضمونين متجاذبين. سواء في العلاقة مع الماضي، أو في فهم الحداثة، أو في تمثل الذات، أو في مساءلة الآخر، أو في قراءة التاريخ، أو في معنى القطيعة، أو في تصور الخصوصية… يدافع العروي عن القطيعة مع التراث واجتثاث الفكر السلفي من محيطنا الثقافي. فالتراث ليس فقط شيئا ميتا، ولكن الأخطر أنه شيء مميت، فيما يرافع الجابري حول أنه لا يمكن للعرب كأمة أن تتحرر هكذا من التراث برميه في البحر، الممكن هو أن ننكب على دراسة هذا التراث. فعندما تكون الثقافة تراثية، فإن خطاب الحداثة يجب أن يتجه، أولا وقبل كل شيء، إلى التراث بهدف إعادة قراءته وتقديم رؤية عصرية عنه. يدافع العروي عن التحرر من التراث ويدافع الراحل الكبير عن التحرر بالتراث ومع التراث، مذكرا أن مشروعه الفكري هو خدمة قضايا العقلانية والحداثة، وأنه لا مناص من التأصيل للحداثة وثقافتنا العربية، وأن هذا التأصيل يحتاج إلى الاشتغال بالتراث، ف«التراث» هو كل حاضر فينا أو معنا من الماضي، سواء ماضي غيرنا أو ماضينا.» يدافع العروي عن العالمية والإنسانية، مذكرا أن دور المثقف هو ربط مجتمعه بالمستوى العالمي، فيما يدعو الراحل إلى أن لا سبيل إلى الكونية الحق إلا بخصوصية عاقلة، فمدخل الكونية هو الخصوصية كفعل خلاق.. «إن تجديد الفكر لا يمكن أن يتم إلا من داخل الثقافة التي ينتمي إليها، إذا هو أراد الارتباط بهذه الثقافة والعمل على خدمتها، وعندما يتعلق الأمر بفكر شعب أو أمة، فإن عملية التجديد لا يمكن أن تتم إلا بالحفر داخل ثقافة هذه الأمة، وإلا بالتعامل العقلاني النقدي مع ماضيها وحاضرها». في أحد كتب الأستاذ محمد الشيخ، وهو فيلسوف مغربي شاب، لامع ونادر الظهور، يستعرض إشكاليات الفكر المغربي المعاصر في صورة محاورات بين صديقين. وفي كثير من الحالات، يبدو أن الفكر المغربي المعاصر في جزء كبير منه هو محاورة عميقة وقوية بين الجابري والعروي. وحتى عندما تحول الخلاف إلى باب الأسس والمنطلقات، ظلت غايات المشروعين الثقافيين واحدة، الجواب عن سؤال النهضة وتجاوز التأخر، ومن هنا الحاجة إلى قراءة تكاملية لأعمال الرّجلين. ظل العروي والجابري يبدوان للوهلة الأولى كقارتين فكريتين معزولتين. في المنطلق، يمكن أن نصف العلاقة بناءً على التناقض، لكن إعادة تركيب تفاصيل مساري الرجلين قد توحي بتوصيف آخر فيه الكثير من التجاور والتقاطع، وفي نهاية التحليل تُصبح نصوصهما الكبرى دليلاً قوياً على حالة حوارٍ قلقٍ ومتوتر، لكنه منخرط في أفق مُشترك، وهي الحالة التي طبعت عبور الفكر العربي للزمن الحديث. لقد افتقدنا كثيرا كتابات الجابري وقراءاته لوقائع «الربيع العربي»، أحداث على أهميتها لم تشَكل أي إغراءٍ كفيل بإخراج العروي من خُلوته الفكرية. فقد بدا في حواراته النادرة حذراً من أي احتفالٍ متسرع بهذا الربيع المفاجئ، في المقابل قام بترجمة أحد نصوص جون جاك روسو حول «الدين الفطرة». ربما تلك كانت طريقته للتعبير عن تخوفات ممكنة من تحول «ربيع» الديمقراطية إلى خريف للأصوليات. عدا ذلك كان لانفجار نقاش مغربي حاد، خلال السنة الماضية حول استعمال «الدارجة» كلغة للتدريس، أثره القوي على خروج «مَشْهدي» لصاحب سلسلة المفاهيم دفاعاً عن اللغة العربية. وهو الخروج الذي تجسد في حوارات فكرية في الموضوع، سواء مع الصحافة المكتوبة، التي احتفلت بصيدها الاستثنائي، أو عبر مناظرة تلفزية غير مسبوقة على شاشة القناة المغربية الثانية. أما خلال هذا العام، فقد أصدر صاحب «الإيديولوجيا العربية المعاصرة» الكتاب الثالث من «خواطر الصباح»، وهي يوميات الكاتب التي يخصصها لانطباعاته السياسية المباشرة للأحداث وللشخوص في المغرب وفي الخارج ، والجديد في هذا الجزء هو تفاعلات العروي مع لحظة جلوس الملك محمد السادس على العرش (العام 1999)، وملاحظاته حول طقوس وتقاليد البلاط. رحم الله فقيدنا الكبير الأستاذ عابد الجابري، وعمرا مديدا للأستاذ عبد الله العروي، ولكل حراس التنوير في المغرب العزيز، للأساتذة: محمد سبيلا، وكمال عبد اللطيف، وعبد السلام بنعبد العالي، وبنسالم حميش، ومحمد المصباحي، وكل زملائهم من الشباب أمثال عادل حدجامي، وربما يكون الفكر والتفلسف حظنا الأخير أمام بؤس وانحطاط السياسة!