لا تزال الانتقادات التي يوجهها العالم المقاصدي، أحمد الريسوني، للمدافعين عن تحرير الإجهاض مستمرة، حيث تساءل في آخر المواقف الصادرة عنه عن قدرة من يصفهم ب"الإجهاضيين" على الوصول إلى إباحة الزواج المثلي في المغرب. وفي هذا الصدد، تحدث نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في مقال له عن "الفرق ما بين الزواج المثالي والزواج المثلي"، موضحا أن الأول هو "الزواج الذي عرفته البشرية منذ أول أمرها إلى الآن، ويقوم على حقوق وواجبات ومسؤوليات مشتركة متبادلة بين الزوجين، وتؤدي إلى حفظ الجنس البشري وتنشئته واستمراريته على هذه الأرض"، وهو الأمر الذي "تشكلت على أساسه المجتمعات والبنيات المجتمعية، ثم السياسية والحضارية"، بينما اعتبر المتحدث نفسه أن الزواج المثلي "ترسيم قانوني لمرض نفسي وانحراف اجتماعي قديم، حيث العلاقة الجنسية "الزوجية" تتم بين ذكرين أو بين أنثيين"، وهو الأمر الذي "ظلت المجتمعات والديانات ترفضه وتعمل على محاصرته ومعالجته بشتى وسائل العلاج". تبعا لذلك، تساءل الرئيس السابق لحركة التوحيد والإصلاح عما إذا كان "الانحراف الحقوقي الذي دب في بعض المنظمات الحقوقية والحركات الشبابية الغربية هو الذي أدى إلى اختراع فكرة الحقوق الشاذة للمثليين، وحقهم في "زواج" معترف به، أم أن شيوع موجة اللوطيين الجدد ضمن ما يسمى بالثورة الجنسية هو الذي ضغط على المنظمات الحقوقية لتبني هذا المطلب؟"، وأضاف "فهل سيحقق الإجهاضيون، فرع المغرب، من خلال نضالاتهم التحديثية مغربة الزواج المثلي وتقنين الحقوق الجنسية المثلية؟"، على حد تعبير الريسوني، الذي توقع أن جواب هؤلاء عن هذا السؤال "لن يتأخر".