«بوعزّة» زعيم شبكة الدعارة الراقيّة التي ستنعقد الجلسة الثالثة من محاكمتها يوم الأربعاء المقبل، هو نفسه «أبو فاضل» بطل الشريط الإباحي، الذي تقمص دور سائح خليجي وصوّر مومسا مغربية تعرض مؤخرتها وتدعو السيّاح الخليجيين إلى زيارة المغرب، قبل أن ينشر الشريط على مواقع التواصل الاجتماعي. ذلك ما كشفت عنه التحقيقات الأمنية في ملف الشبكة، التي يُتابع أحد عشر شخصا بالانتماء إليها، في حالة اعتقال، أمام ابتدائية مراكش، بتهم ثقيلة تتعلق ب»الفساد، والتحريض عليه، والوساطة في البغاء، واستدراج الفتيات قصد ممارسة الدعارة، ونشر أشرطة خليعة». مصادر مطلعة أكدت ل« اليوم24» بأن «بوعزّة.أ»، المتهم الأول في الملف، والذي يبلغ بالكاد 26 سنة من العمر وينحدر من أسرة فقيرة بسيدي يحيى زعير، كان يركب دائما سيارات فارهة، ويتردد، بشكل شبه يومي، على الأندية الليلية والكباريهات الراقيّة بالمدينة الحمراء، حيث يقدم نفسه تارة على أنه من أبناء عائلة من أعيان مدينة الرباط، وتارة أخرى على أنه سائح خليجي، مستغلا إتقانه للهجة الخليجية وملامحه التي تشبه كثيرا أهل الخليج. المصادر نفسها أضافت بأن المتهم الرئيس سبق له أن أدين بأربعة أشهر سجنا نافذا، في شهر يونيو من السنة المنصرمة، من طرف ابتدائية مراكش، التي تابعته بتهم: «القِوادة، وتكوين شبكة للدعارة، والتغرير بقاصرات، وجلب الفتيات لأشخاص خليجيين من أجل ممارسة الفساد». وبعد أن خرج «بوعزّة» من السجن في شهر أكتوبر المنصرم، عاد مجددا إلى المهنة التي تُدرّ عليه أموالا طائلة، إذ أوضحت مصادرنا بأن المتهم صرح أمام المحققين بأنه كان يتوسط في البغاء مقابل 2000 درهم لكل زبون خليجي، فضلا عن ثلث ما تتقاضاه العاهرات اللائي يتوسط لهن. ولكن نشاطه في مجال عالم الدعارة الراقيّة لم يدم طويلا هذه المرّة. فقد تمّ اعتقاله، عصر يوم الاثنين 2 مارس الجاري، من طرف الدرك الملكي، رفقة عشيقته «صفاء»، قبل أن يكتشف المحققون في المركز القضائي بأنه مبحوث عنه من طرف المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، من أجل: «القوادة،وجلب المومسات للسيّاح الخليجيين، وتصوير أشرطة إباحية ونشرها على شبكة الإنترنت». سقوط «شبكة بوعزّة» للدعارة الراقية كشف عن شبكات أخرى صغيرة تنشط في المجال نفسه. فلائحة المتهمين تضم أيضا «سميرة»، وهي صاحبة صالون للحلاقة بحي باب دكالة، يُشتبه في أنها تستغله في استقطاب الفتيات للعمل لديها في تجميل وحلاقة النساء (كوافيرات) وكمدلكات، وهو المحل الذي تحول إلى وكالة يتصل بها السيّاح الأجانب، خاصة الخليجيين، من أجل طلب خدمات التدليك العلاجي، قبل أن يتم توقيف اثنتين من العاملات بالصالون، بإحدى الفيلات بالجماعة القروية «تسلطانت» بضواحي مراكش، تابعتهما النيّابة العامة ب»الفساد»، واتهمتهما بأنهما كانتا تمتهنان في الواقع الدعارة تحت ستار التدليك الطبي، بينما تُوبعت «سميرة»، الحاصلة على شهادة الإجازة في الفيزياء، بتهمة «التحريض على الدعارة»، وهي التهمة نفسها التي يُتابع بها شقيقها «محمد»، الذي تم توقيفه من طرف الدرك الملكي وهو يستعد لإرجاع العاملتين، على متن سيارة في ملكيتها، من فيلا كان يقيم بها سياح من الخليج. المتهم الأول أرشد المحققين على فيلا أخرى بالجماعة القروية نفسها، مؤكدا بأنه كان يستدرج الفتيات إليها من أجل ممارسة الفساد مع سياح خليجيين، وهي الفيلا التي أوقف الدرك الملكي على مدخلها ثلاث فتيات صرحت إحداهن بأنها كانت تعتزم دخولها لإجراء حصص تدليك لسياح من الخليج. وتوجد من بين المتهمات «رشيدة»، البيضاوية المنشأ، والمقيمة بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والمتزوجة هناك من مواطن سعودي، والذي حل بالمغرب وانتدب محاميا للدفاع عنها. وبينما رفضت المحكمة، خلال الجلسة السابقة الاستجابة لملتمس بمنح السراح المؤقت للمتهمين بالتحريض والوساطة في البغاء، لم يتم تقديم أي من السياح الخليجيين، باعتبارهم الفاعلين الرئيسيين، أمام المحكمة. كما لم تتم متابعة أصحاب الفيلات التي كان يستدرج زعيم الشبكة عاملات الجنس إليها.