رفضت ابتدائية مراكش، يوم الأربعاء، الاستجابة لملتمس منح السراح المؤقت ل 11 متهما بالانتماء إلى شبكة متخصصة في الدعارة الرّاقية والمنظمة بمراكش. وقرّرت الاستمرار في محاكمتهم في حالة اعتقال بخمس تهم ثقيلة تتعلق ب»الفساد، والتحريض عليه، والوساطة في البغاء، واستدراج الفتيات قصد ممارسة الدعارة، ونشر أشرطة خليعة». هذا، وحددت المحكمة الأربعاء المقبل موعدا للجلسة القادمة، بعد أن استجابت لملتمس تقدم به دفاع المتهمين بإرجاء المحاكمة من أجل منحهم مهلة لإعداد الدفاع، والاطلاع على محضر الضابطة القضائية وباقي وثائق الملف. وكان المركز القضائي، التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بمراكش، قدّم المتهمين أمام النيّابة العامة بالابتدائية نفسها، بتاريخ الأربعاء 4 مارس الجاري، بتهمة الاشتباه في تكوينهم لشبكة متخصصة في الدعارة والقوادة، وتنظيم السهرات الماجنة للسياح الخليجيين الوافدين على المدينة الحمراء. وجاء سقوط الشبكة بعد أن تمكن الدرك الملكي، يومين قبل ذلك، من توقيف شخص يُدعى «بوعزّة»، يبلغ من العمر 26 سنة، وينحدر من مدينة الرباط، يُشتبه في أنه الزعيم الفعلي للشبكة. وحسب مصدر مطلع على القضية، فإن المتهم الأول زبون معروف لدى العلب الليلية بمراكش، التي يتردد عليها بشكل شبه يومي، ويقدم نفسه باسم «علي»، وعلى أنه ينحدر من منطقة «زعير»، و من أبناء عائلة من أعيان مدينة الرباط. ويضيف المصدر نفسه أن التحريّات التي أجراها الدرك الملكي قادت إلى تحديد هوية المشكلين للحلقة الضيقة التي تحيط بالعقل المدبر للشبكة، والتي تتكون من عشيقته «صفاء. ع»، البالغة من العمر 23 سنة، والمنحدرة من إحدى المناطق المجاورة لمدينة آسفي، وصديقه ومساعده «م.ر»، المنحدر من مدينة الدارالبيضاء، بالإضافة إلى سيدة في عقدها الرابع، يُشتبه في أنها كانت تقوم باستقطاب الفتيات لشبكة الدعارة الرّاقية من حانات المدينة الحمراء وعلبها الليلية، قبل أن تستدرجهن إلى إقامة علاقات جنسية وإحياء سهرات ماجنة مع السيّاح الخليجيين الذين يزورون مدينة مراكش. المرحلة الحاسمة في عملية تفكيك الشبكة تحققت بعدما تمكن الدرك الملكي من تحديد مكان تواجد زعيم الشبكة بإحدى الفيلات بالمنطقة السياحية الرّاقية «النخيل» بالمدخل الشمالي لمدينة مراكش، قبل أن يلوذ بالفرار رفقة عشيقته على متن سيّارة رباعية الدفع سوداء اللون من نوع «فولزفاكن توارك»، التي تمكن الدرك الملكي من تسجيل أرقام لوحتها المعدنية، وتبين للمحققين أن ملكيتها تعود لوكالة لكراء السيارات يوجد مقرها بحي جليز، التي دلّ صاحبها الدرك الملكي على هوية مكتري السيّارة، قبل أن يتم تحديد مكان تواجدها بواسطة جهاز التعقب. مكان تواجد الزعيم والعشيقة لم يكن سوى فيلا بحي الآفاق، التابع للمجال الترابي للجماعة القروية «سْعادة» ضواحي مراكش، لتنتقل عناصر الدرك إلى الفيلا، وتمكنت من توقيف المتهمين، وحجزت لديهما أقراصا مدمجة تحوي فيديوهات لمجموعة من الفتيات المغربيات في أوضاع خليعة، فضلا عن صور إباحية، ونسخ لأزيد من 24 بطاقة تعريف وطنية تعود لفتيات يُشتبه في أنهن وقعن في شباك الشبكة. لحظات قلية بعد اقتياده إلى مقر القيّادة الجهوية للدرك الملكي بشارع الحسن الثاني بحي باب دكالة، تمّ الاستماع إلى المتهم الأول وعشيقته في محضرين رسميين كشفا فيهما عن هوية باقي المتهمين بالانتماء إلى الشبكة، الذين تم تقديمهم أمام وكيل الملك لدى ابتدائية مراكش، قبل أن يحيلهم على جلسات المحاكمة، التي من المقرّر أن تنعقد جلستها الثالثة يوم الأربعاء المقبل.