لا أحد ينكر الدور الكبير الذي لعبته شبكة التواصل الاجتماعي الفايسبوك في الكارثة. التي حلت ببعض المناطق الجنوبية، فمنذ الدقائق الاولى لحدوث الكارثة بتيمولاي مثلا أطلق شباب بيوزكارن وكلميم النداءات عبر صفحاتهم بالفضاء الازرق ، ومنه انطلقت صفارات الانذار، بعد أن كتبت عشرات المواقع الالكترونية خبر فاجعة انقلاب سيارة بها 16 شخصا توفي منهم 15 بوادي" تيمسروت "، ولم يمر على الحادث سوى اربع ساعات حتى جاء الوزير الافتراضي المتمرد بنبأ جديد يتعلق بمحاصرة مياه واد " ام العشار" لثلاث سيارات اجرة بداخلها مسافرون ،انتشر الخبر من جديد في الصفحات كالنار في الهشيم ، وبالرغم من تدخل السلطات المختصة بعد ذلك، إلا أن ارواح 14 شخصا اصبحت في عداد المفقودين ، الوزير الخلفي لم يسلم بدوره من أعين زميله المتمرد وكشف زيارته للمنطقة يوم الأحد صباحا حين علق بمنطقة بيوزكارن حين كان في طريقه إلى كلميم لتأطير نشاط حزبي . الاخبار غير السارة لم تكن تأتي من كلميم بل كذلك من تارودانت ووازازات والرشيدية وطاطا، بحيث ملأ أبناء هذه المدن الفايسبوك بأخبارها ، فكانت البداية بفيضانات وديان ضواحي وارززات، الوزير الافتراضي لم يرحم زميله الرباح وكشف سوءة وزارة التجهيز ، بحيث نشر صورا لقناطر انهارت بسرعة امام قوة المياه، فكانت البداية بقنطرة تالوين وتبعتها قنطرة تمراغت بأكادير وقنطرة الدراركة، ثم قنطرة أكلو، دون اغفال ما حدث للطرق الوطنية الاقليمية وما لحقها من أضرار كبيرة، حتى أصبحت أعين كاميرات قنوات القطب العمومي تتبع آثار الوزير الافتراضي وتقوم بزيارة كل الاماكن التي خرجت منها صور وفيديوهات الفاجعة، وأصبح مرجعا حقيقيا للصحفيين بمختلف المنابر الاعلامية، حيث فاز هذا الوزير بالسبق في كل شيء . اعتمد وزراء بنكيران بدورهم على زميلهم المتمرد في تتبع كل لحظات الفيضانات والمآسي التي عاشتها منطقة سوس ماسة درعة و جهة كلميمالسمارة ، ونقل إليهم الصوت والصورة، و لم يكن ينتظر حلول ساعة النشرات الاخبارية ، إذ أصبح كل المواطنين وخاصة المتضررين صحفيون وبدأوا باغراق العالم الازرق بمئات الصور . منها الخاصة بانهيار المنازل، وتلك المتعلق بانهيار القناطر وما لحق الطرق من اضرار ، ومنها فيديوهات للحظات حرجة وثقت لهيجان الاودية ومرور السيول الجارفة، وكيف ابتلعت المنازل والدور السكنية وشردت الاسر وفرقت الدواوير ، وحكمت على الساكنة تجرع مرارة غضب الطبيعة .