اشتعل موقع "تويتر" في المملكة العربية السعودية منذ الأحد عقب انتشار خبر إقرار آلية "التصفيق" لأعضاء مجلس الشورى (برلمان) وضيوفه، وجاءت موافقة المجلس على هذه الآلية وفقا لما نقلته الصحافة المحلية عن أعضاء في المجلس بعد التأكد من جواز استعمالها وفقا للشريعة الإسلامية ويمكن النظر اليوم إليها كممارسة قانونية ولكن أيضا "حلال"! رغم أن المملكة العربية السعودية تنظر إلى هذا الموضوع بجدية وحزم إما من الزاوية القانونية ولكن الدينية تحديدا، فإن اتخاذ مجلس بوزن مجلس الشورى (برلمان) لقرار متعلق بالتصفيق وهي ممارسة إنسانية متعارف عليها لدى أغلب الشعوب والقوميات، أثار موجة من السخرية والاستغراب على مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة والعالم فيما كتبت صحف محلية عن القرار بأنه "تاريخي". وكان مجلس الشورى في السعودية قرر خلال جلسة الأحد وضع حد لسنوات من الجدل حول " آلية الترحيب بالضيوف تحت قبته" بإقراره "جواز" ممارسة التصفيق من باب الترحيب بالضيوف والزوار بعد فتوى الشيخان الراحلان الطنطاوي ومحمد بن صالح ابن عثيمين وفق ما نقله عضو المجلس ناصر بن داود. وأوردت مصادر إعلامية محلية في المملكة أن رئيس مجلس الشورى الدكتور عبدالله آل الشيخ، كان طرح توصية التصفيق للتصويت، وجاءت النتيجة بتأييد الغالبية باستثناء معارضة من اثنين إلى ثلاثة من الأعضاء فقط. وأكد آل الشيخ بدوره على أهمية تلك الممارسة كوسيلة للتعبير مع ضيوف المجلس. هاشتاغ وتويتر! لم تمر سوى بضع ساعات على اعتماد مجلس الشوري السعودي آلية "التصفيق" حتى نشر مجموعة من الشباب السعوديين "هاشتاغ" عبر موقع تويتر للتعبير عن رأيهم بالقرار الأول من نوعه في تاريخ المملكة (#الشورى_يقرر_السماح_بالتصفيق) وتجاوز عددالتغريدات عليه 130 آلف تغريدة أي المرتبة الأولى على تويتر المملكة. وانقسم رواد الهاشتاغ السعودي إلى المتعجب والمتفائل بمثل هذا القرار بعد عقود من الحزم وتفادي الخوض في مثل تلك القضايا، وغرد أحدهم متهكمًا : "كل هالسنين عشان التصفيق.. تكبير!" وغرد آخر: " شكراً يا مجلسنا الموقر، لقد أرحتنا من عذابات أيام كنا لا ننام فيها انتظاراً لما ستسفر عنه مداولتك لهذا المسألة!" فيما تهكم سعودي آخر من القرار قائلا " طلبت من أفراد أسرتي أن يصفقوا لي ترحيباً؛ كلما حضرت". تغريدة أخرى انضمت لعشرات آلاف التغريدات السابقة نشرت اليوم الثلاثاء على هاشتاغ التصفيق قالت " هههههههههه ..شر البليه مايضحك. الله من الدجه والفضاوه عندكم..عقبال ماتسمحون بالرقص" وتغريدة أخرى جاء فيها " قرار مهم جدااااا شكرا لوقتهم اللي ضيعوه وهم يقررون فيه". واحتل هذا الهاشتاغ وفق ما تظهره الإحصائيات الرسمية لحجم نشاط شبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" المرتبة 36 عالميا وما يزال محط السخرية والتهكم عموما من قبل الناشطين السعوديين والعرب أيضا. قرار تاريخي! في مقال نشره موقع "الوطن" الإلكتروني السعودي الاثنين، وصف الصحفي حسن الحارثي إقرار التصويت في مجلس شورى المملكة بالقرار "التاريخي" والمهم. وقال الحارثي في مقاله "إذا كانت هنالك قرارات تاريخية لمجلس الشورى فهذا أحدها، فالمجلس لم يقدم حتى اليوم قرارا بهذه القوة، وما زالت الكثير من الملفات المهمة التي ينتظرها المواطن قيد النظر.. وما دام المجلس لم يقدم شيئا يخدم فيه المواطن فأمر جيد منه أن يتخذ قرارا يخدم فيه العضو الكريم.. تصفيق للمجلس". وأضاف في نفس المقال "المشكلة ليست في الأعضاء السابقين الذين مروا على المجلس وخرجوا منه ولم يمارسوا حقهم في التصفيق وهذا ظلم، وعليه يمكن أن نتجاوز ذلك باستدعاء الأحياء منهم لإعطائهم هذا الحق المفقود حتى لا تستقر في نفوسهم أية ضغينة". موانع شرعية؟ في مقال موقع "الوطن" الإلكتروني السعودي الأحد قال الكاتب تركي الصهيل إن "وعما يثار من عدم شرعية التصفيق هو عدم محاكاة ما كان عليه كفار قريش خلال تعبدهم في محيط الكعبة" وأضاف "قال عضو المجلس بن داود في مداخلته إن تلك الممارسة أفتى بجوازها الشيخان علي الطنطاوي والشيخ محمد بن صالح ابن عثيمين، رحمهما الله مؤكدا أن ذلك لا يتعارض مع شرع الله". كما نقل الموقع نفسه على لسان قاض وعضو في مجلس الشورى السعودي قوله "لم نخالف شرع الله.. وأحداث مبهجة تمر كأنها لا تعنينا".