أدانت ابتدائية مراكش، يوم الخميس، والد دبلوماسية بريطانية وشابا مغربيا بأربعة أشهر سجنا نافذا لكل منهما، بعد أن تابعتهما بتهمتي «ممارسة الشذوذ الجنسي، وتصوير مواد خليعة»، طبقا للمادة 489 من القانون الجنائي، والمادة 59 من قانون الصحافة. وكانت دورية أمنية أوقفتهما بساحة «بلازا» بحي جليز بمراكش بتاريخ 18 شتنبر المنصرم، إثر ارتيابها في بعض التصرفات والحركات ذات الإيحاءات الجنسية التي كانا يقومان بها في محيط الساحة، قبل أن تتم إحالتهما على فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية، التي واجهتهما بشكوك الشرطة، حيث أدلى الشاب المغربي بتصريحات متضاربة من قبيل أنه على علاقة بابنة الأجنبي وأنه يرافقه في جولة سياحية في المغرب، بينما أكد السائح البريطاني، منذ بداية التحقيق معه، أن علاقة جنسية شاذة تجمعهما، قبل أن تتفجر مفاجأة من عيار ثقيل حين قامت الفرقة بالاطلاع على الهاتفين النقالين الخاصين بهما، حيث تبين بأنهما يحتويان على مجموعة من الصور ومقاطع فيديو يظهران فيها وهما يمارسان الشذوذ الجنسي. وقد انتقل الأمن إلى الشقة التي يقيم فيها الأجنبي رفقة الشاب العشريني بإقامة بحي جليز،إذ تم حجز عضوين تناسليين ذكريين بلاستيكيين، وآلة تستعمل في تنظيف الدبر، ومرهم ملين جنسي، وأدوية منشطة جنسيا، وحاسوب محمول، وآلة تصوير رقمية، وهاتفين نقالين مزودين بكاميرتين، قبل أن يتقرّر وضع الموقوفين رهن الحراسة النظرية، وتتم إحالتهما على النيّابة العامة بابتدائية مراكش بتاريخ 20 شتنبر الحالي، التي قررت متابعتهما في حالة اعتقال بتهمة «الشذوذ الجنسي، وصنع صور خليعة». وقد أكد السائح الأجنبي، خلال الاستماع إليه بحضور مترجم، أنه من مواليد سنة 1944 بليدز بانجلترا التي تقاعد بها خلال سنة 2009 من عمله بإحدى المطابع الورقية، قبل أن يقرر التطوع في الأعمال الإنسانية الطبية. ويضيف أنه تزوج في سنة 1967، ورُزق بابن يشتغل بشركة طيران إنجليزية، وبابنة تشتغل بالسلك الدبلوماسي موظفة بإحدى القنصليات البريطانية. ولم يجد السائح أدنى حرج في الكشف عن حقيقة ميولاته الجنسية، حيث أقر بأنه شاذ جنسيا، وأنه أقنع الشاب المغربي بممارسة الجنس عليه مقابل مساعدته على متابعة دراسته بانجلترا، قبل أن يقرر،أواخر شهر غشت المنصرم، زيارة المغرب. ذلك أنه اكترى، عبر شبكة الانترنيت، شقة بحي جليز بمراكش من مالكتها الإيطالية الجنسية مقابل 600 أورو للشهر، ويحدد موعدا مع الشاب المغربي أمام محطة القطار بمراكش، قبل أن يلتحقا بالشقة التي احتضنت علاقاتهما الجنسية، معترفا بأنه يحتفظ بمقاطع الفيديو الخليعة بهاتفه النقال كذكرى لعلاقاته الشاذة مع شريكه المغربي. من جهته، أكد الشاب أنه عازب من مواليد سنة 1992 بالدار البيضاء، التي يتابع بها دراسته الجامعية، وأنه لم يسبق له أن مارس أية علاقات جنسية شاذة قبل لقائه بالسائح البريطاني، مؤكدا أنه تعرف عليه في الإنترنيت بحكم تواصله الجيد باللغة الإنجليزية، قبل أن تأخذ علاقتهما منحى شاذا، ابتداءً من شهر أبريل المنصرم، حيث أصبح الأجنبي يرسل إليه، عبر صفحته على الفايسبوك، صورا ومقاطع فيديو إباحية، كاشفا له عن ميوله الجنسي المثلي السالب، ثم طفق يغريه بتهجيره إلى انجلترا، وبأنه سيغدق عليه الأموال والهدايا في حال موافقته على ممارسة الجنس عليه أثناء زيارته المرتقبة للمغرب، وهو العرض الذي لم يتردد طويلا في قبوله.