عدت مؤخرا إلى المغرب بعد غياب طال سنوات قيل خلالها أنك اعتزلت الغناء. ما سبب هذا الغياب الطويل؟ أنا لم أكن غائبة عن المغرب، ولكن كنت غائبة على المستوى الإعلامي كما لم يكن لدي جديد. أعترف أن هذا تقصير مني لكن ليس بالقصد لأن الأغاني التي كانت تعرض علي خلال السنوات الأخيرة لم تقنعني، فبعد التزامي بالأغنية الطربية أردت دخول موجة الشباب ولكن بأسلوب راق لا يسيء لتاريخي الفني. أردت بعد عودتي استدراك ما فات ولكن للأسف منذ عدت لم أشارك في أي مهرجان بالرغم من أننا في عز موسم المهرجانات وبالرغم من أن لدي جديد كلفني الكثير لأنني أعمل حاليا على الإنتاج لنفسي. ألم تشعري بعد عودتك إلى المغرب وكأنك تبدئين من جديد؟ بالفعل، أنا أعترف بهذا، هناك من يعرفونني ولكن هناك الكثير من الناس الذين لا يعرفون من أنا، لذلك شعرت وكأنني مبتدئة في الميدان بالرغم من أنني راكمت سنوات من التجربة. عادة الفنانون الذين يسافرون من المغرب نحو الخليج أو مصر أو بيروت يغتنمون فرصة إقامتهم في تلك البلدان لتوسيع شهرتهم، لماذا لم يحدث هذا الأمر معك؟ للأسف لم أتمكن من ذلك بسبب دخولي في نزاع قضائي مع شركة الإنتاج التي كنت مرتبطة بعقد معها، الشركة لم تلتزم بالعقد فقضيت حوالي ست سنوات في نزاع انتهى في الأخير بإصدار حكم لصالحي. للأسف ذلك النزاع أضر بي كثيرا لأن طبيعة العقد لم تكن تسمح لي بإنتاج أغاني أو تصوير كليبات أو المشاركة في برامج تلفزيونية بل فقط المشاركة في حفلات، لذلك اقتصرت على الحفلات التي يمكن أن نقول أنها كانت وسيلة لكسب الرزق. اليوم بعد انتهاء مشكلتي مع شركة الإنتاج عدت بجديد وهو أغنية "بشوية عفاك" بحيث كنت مصرة على أن تكون عودتي بأغنية مغربية. أقمت لسنوات في الخليج وتحديدا بالبحرين، هل كان هذا اختيارا أم نتيجة لظروف معينة؟ ظروف العمل هي التي فرضت هذا الأمر، فنتيجة للسفر المتواصل وجدت أنني أعاني في التنقل باستمرار من المغرب نحو البلدان التي أحيي فيها حفلات لذلك أقمت في البحرين حيث كنت أحيي العديد من الحفلات هناك كما كنت أتنقل بسهولة وفي وقت قصير نحو الإمارات وباقي بلدان الخليج حيث كنت أدعى لإحياء سهرات. امرأة مغربية مقيمة في الخليج، ألم تواجهي مشكلة في هذا الأمر خصوصا في ظل الصورة النمطية السلبية التي يحمل الخليجيون عن المرأة المغربية؟ المرأة من الطبيعي أن تواجه مشكلا حتى في بلدها، قد يحاول البعض التحرش بها أو إغراءها، شخصية المرأة هي التي تتحكم في هذه الأمور، الحمد لله لدي سمعة طيبة وشخصية قوية والكل يقولون أن اسمي بمثابة علامة "قف". أنا فنانة أقدم صورة مشرفة للمرأة المغربية في جميع التظاهرات والمحافل التي أشارك فيها بالخليج. هل تفكرين في تصوير أي من أغانيك الجديدة؟ كنت سأصور "بشوية عفاك" وأغنية "علتي علة" مع مخرج إماراتي في "أبو ظبي" قبل أشهر قليلة، إلا أنني أجلت كل شيء نتيجة لوفاة والدتي في نفس الأسبوع الذي كنت سأصور فيه تلك الأغاني. مؤخرا عملت على أغاني أخرى جديدة منها "أنا مغربية" التي تعاونت فيها مع الفنان حميد القصري، وأنا عازمة على تصوير كل تلك الأغاني. هناك صورة تجمعك بالملك الراحل الحسن الثاني، ما هي قصة هذه الصورة؟ كنت أشارك كثيرا في الأغاني الوطنية كما كنت أشارك في حفلات الأقاليم، وهذه الصورة واحدة من العديد من الصور التيالتقطت لي مع الملك الحسن الثاني سنة 1992، وأنا أعتبر وقوفي أمام الملك في تلك المناسبة من أعز الأحداث التي عشتها في حياتي والتي لن أنساها أبدا. أذكر في تلك السهرة أن الملك طلب مني أن أغني لأم كلثوم ووقف ليحييني ويشجعني وقد بكيت حينها بشدة من كثرة التأثر بتلك اللحظة. رحمة الله عليه كان يقدر الفنانين ويدعمهم، ونفس الشيء بالنسبة للملك محمد السادس نصره الله الذي يقوم بمبادرات كثيرة لصالح الفنانين المغاربة.