اهتزت مدينة العرائش، بعد ظهر أول أمس السبت، على وقع جريمة قتل مزدوجة، بطلها دركي يعمل بالمركز القضائي التابع لسرية الدرك بالمدينة، أطلق الرصاص من مسدسه الوظيفي على زوجته ووالدها، حيث أرداهما قتيلين، قبل أن يفر إلى وجهة مجهولة، مخلفا وراءه طفلين صغيرين، رجحت مصادر أن يكون قد تم نقلهما إلى مصلحة الشؤون الاجتماعية بالرباط، لكونهما في حاجة ماسة إلى العناية النفسية والاجتماعية، حيث حلت بمسرح الجريمة كل أطياف الأجهزة الأمنية والاستخباراتية ورجال السلطة وأعوانهم. وأفادت مصادر مطلعة، أن الدركي «ر.م» درجته رقيب أول «سارجان شاف»، كان أثناء المداومة على الحراسة بسرية الدرك، طيلة صباح أول أمس السبت، قبل أن يعلم بقدوم والد زوجته «ج»، ليترك مركز عمله مرتديا الزي الرسمي ومسلحا بمسدسه الوظيفي، حيث ما إن ولج منزله بحي شعبان 2، حتى دخل في شجار مع زوجته، قبل أن يثور غضبه ويشرع في ضربها، ليحاول صهره منعه من تعنيف ابنته، فأشهر الدركي مسدسه في وجههما، حيث لم يتردد، وهو في حالة غضب، في إطلاق الرصاص عليهما، حيث سدد ثلاث رصاصات لزوجته، ورصاصة واحدة في حق صهره، ليسقطا مدرجين في دمائهما، قبل أن يلفظا أنفاسهما الأخيرة. وسمع بعض السكان المجاورين ل «إقامة الضمانة» رقم 551 بحي شعبان 2، التي يقطنها العديد من الدركيين، والد «جيهان» وهو يصرخ، حوالي الساعة ال 3 من مساء أول أمس السبت، في وجه زوج ابنته «الرقيب الأول» مطالبا إياه بالكف عن تعنيفها، قبل أن يصل إلى مسامعهم صوت الطلقات النارية، ليشاهدوا الدركي وهو يغادر مسرح الجريمة بعد لحظات، حيث استقل سيارته وانطلق بسرعة البرق، ليسارع بعد ذلك العديد من سكان الحي إلى صعود المنزل، ليفاجئوا بهول «المجزرة» التي أقدم على اقترافها الدركي بواسطة مسدسه الذي تخلص منه بتركه أمام جثتي الضحيتين. مصادر»اليوم24» أكدت أن «الرقيب الأول» وزوجته اللذين ينحدران على التوالي من مدينتي بني ملال والرشيدية، ولهما طفلين ذكرين صغيرين، كانت قد خيمت على علاقتهما خلافات زوجية، بلغت إلى مرحلة جد متوترة، وصلت إلى حد التعنيف، حيث كان قد تطور آخر خلاف بينهما، الجمعة الماضي، إلى شجار انتهى بضرب الدركي لزوجته، مما اضطرها في غيابه، إلى الاتصال بوالدها عبر الهاتف، حيث أخبرته بمعاناتها، ليطمئنها بقدومه في اليوم الموالي، ليحل بمنزل ابنته، حوالي الساعة ال 2 بعد ظهر أول أمس السبت، حيث تقول بعض المصادر، بأنه حل ببيت ابنته لتلطيف الأجواء بينها وبين زوجها، فيما تقول مصادر أخرى، بأنه قدم بغرض ترحيل ابنته وحفيديه بمعيته، ليصل الخبر إلى الدركي الذي كان لا يزال أثناء المداومة، ما أثار غضبه فسارع إلى مغادرة مركز عمله، وتوجه إلى منزله دون أن يترك المسدس بسرية الدرك، كما تقتضي العادة، قبل أن تتطور الأمور إلى الأسوأ، لتنتهي بمجزرة راح ضحيتها كل من الزوجة ووالدها. وعلمت «اليوم24» من مصادر جد مطلعة، أن مرتكب «المجزرة» الرقيب الأول، كان يخترق الطريق الوطنية، وعندما اقترب من مدينة سوق أربعاء الغرب، فوجئ بوجود سد قضائي «باراج» لعناصر الدرك، حوالي الساعة ال 7 من مساء أول أمس السبت، حيث ترك سيارته وفر داخل الغابة، ما استنفر قوات الدرك بالمنطقة، قبل أن يسلم نفسه، حوالي الساعة ال 12 من منتصف ليلة السبت/ الأحد، إلى مركز الدرك القضائي بسوق أربعاء الغرب، حيث تم استقدامه مباشرة إلى سرية الدرك بالعرائش التي حل بها ليلا العقيد القائد «الكولونيل ماجور»، عبد الله الدشري، القائد الجهوي للدرك الملكي بطنجة، حيث من المنتظر أن يلتحق به، خلال الساعات القادمة، مسؤولون من القيادة العامة للدرك الملكي بالرباط.