علمت "المغربية"، من مصادر مطلعة، أن التحقيق مازال متواصلا مع الدركي رشيد، الذي قتل زوجته وصهره، يوم السبت الماضي، بأربع رصاصات من مسدسه الوظيفي، في مدينة العرائش وأشارت إلى أن الحالة النفسية غير المستقرة للمتهم بعد الحادث، تعيق مسار التحقيق، إذ مازال تحت وقع صدمة ما اقترفت يداه، ويدخل من حين لآخر في هستيريا من البكاء. وأفادت المصادر ذاتها أن المؤشرات الأولية للتحقيق تسير في اتجاه أن الدوافع الرئيسية وراء ارتكاب هذه الجريمة ترجع إلى خلافات بينه وبين زوجته، بيد أنه لم يفصح، إلى حدود صباح أمس الاثنين، عن طبيعة هذه الخلافات التي جعلت أعصابه تنفلت، وينهي حياة زوجته بثلاث رصاصات، فيما كان نصيب صهره (والد زوجته) رصاصة واحدة. وأوضحت المصادر ذاتها أن الخلافات بينه وبين زوجته هي التي عجلت بانتقال والد الزوجة من مدينة بني ملال إلى العرائش، قصد تسوية الخلاف بينهما، الأمر الذي أكدته شهادات بعض الجيران، بعدما سمعوا ملاسنات وشجارا بين الدركي (مواليد 1979) برتبة رقيب أول، الذي كان عائدا لتوه من فترة المداومة، وصهره، الذي كان يعاتبه على "سوء معاملته لابنته"، ويهدده بالمتابعة والانتقام لها. وقالت المصادر إن الشجار العنيف انتهى باستخراج الدركي مسدسه الوظيفي، في لحظة غضب كبير، وهو المعروف بحسن السلوك والانضباط، وضغط على الزناد مسددا 4 طلقات نارية، أمام أعين ابنتيه (3 و5 سنوات)، محدثا رعبا في أوساط سكان الحي الواقع بتجزئة شعبان 2. وأبرزت المصادر ذاتها أن المتهم، وأمام هول ما اقترفه، رمى بمسدسه في مسرح الجريمة، وحمل طفلتيه، وسلمهما إلى الجيران، وكان في حالة صدمة، قبل أن يمتطي سيارته الخاصة، مغادرا مدينة العرائش. ووقف الجيران مشدوهين أمام بشاعة الجريمة، بعدما دخلوا الشقة، حيث وجدوا الضحيتين يصارعان الموت، لتتحرك الهواتف، وتنتقل عناصر الشرطة القضائية بالمدينة، بمعية عناصر الشرطة العلمية والتقنية، إلى مسرح الجريمة، لمباشرة التحقيقات، بحضور كبار المسؤولين الدركيين بالمنطقة. ودخل المتهم، الذي يعمل بسرية الدرك الملكي بالعرائش، مدينة سوق أربعاء الغرب، بعدما تجاوز سدا قضائيا كان منصوبا عند مدخل المدينة، قبل أن تتعقبه دورية أمنية، ليتخلى عن سيارته، ويفر راجلا، وبعدما ضاقت به السبل، أدرك أنه لا سبيل للهرب، فقرر تسليم نفسه إلى مصالح الأمن، التي كانت تنفذ حملات تمشيط بتنسيق مع مصالح الدرك الملكي بحثا عنه. وبعد التحقيقات في مسرح الجريمة، نقلت جثتا الضحيتين إلى مستودع الأموات بالمدينة، قصد التشريح الطبي، وإنجاز تقرير في الموضوع، فيما سلم المتهم إلى الشرطة القضائية بأمن العرائش للتحقيق معه، بتعليمات من الوكيل العام للملك، لتبيان الدوافع الحقيقية لارتكابه الجريمة. وإلى غاية صباح أمس الاثنين، كان التحقيق مستمرا مع الدركي لمعرفة ظروف وملابسات ارتكابه هذه الجريمة، وينتظرتمديد فترة الحراسة النظرية، قصد استكمال التحقيق، قبل إحالته على المحكمة العسكرية، بتهمة "القتل العمد بواسطة السلاح الناري".