عاشت مدينة العرائش، أول أمس السبت، على وقع جريمة قتل بشعة بعد أن قام دركي بقتل زوجته ووالدها داخل منزله، بعد تصاعد حدة الخلافات الأسرية بين الزوجين، قبل أن يلوذ بالفرار، ويلقى عليه القبض مساء اليوم نفسه بسوق الأربعاء. وحسب مصادر مطلعة، فإن الجيران سمعوا شجارا بين الزوج وصهره، قادما من داخل المنزل الواقع بإقامة الضمانة التابعة لتجزئة شعبان 2. وكان الصهر يطلب من الزوج التوقف عن ضرب ابنته، وبعد ذلك سمعوا صوت إطلاق عيارين ناريين، حوالي الساعة الثالثة والربع عصرا، قبل أن يتم إطلاق عيارين آخرين بعد لحظات، وبعد ذلك سلم الدركي أبناءه للجيران وفر هاربا. وقبل أن يجتمع السكان حول المنزل الذي شهد الجريمة، قام الدركي المدعو «ر.م»، والبالغ من العمر 44 سنة، بالاتصال بأحد رؤسائه بسرية الدرك بالعرائش، وأخبره بارتكابه الجريمة، ثم استقل سيارته وفر نحو سوق الأربعاء. وفي الوقت الذي كانت مصالح الأمن بالعرائش تجري تحرياتها الميدانية بمسرح الجريمة، بمعية عناصر الشرطة التقنية والعلمية، توصل المسؤولون الأمنيون بخبر اختراق الدركي المبحوث عنه سدا قضائيا كان منصوبا عند مدخل المدينة، دون وقوع أي إصابات في صفوف رجال الأمن الذين كانوا يحرسونه. وحسب المعطيات نفسها، فإن المتهم الفار، انطلق بسرعة جنونية إلى وسط سوق أربعاء الغرب، وترك سيارته بمحاذاة محطة بنزين، حيث هرعت إليها شرطة المدينة، التي أشعرت بتفاصيل هذه الواقعة، وقامت بتفتيش دقيق لها بحثا عن السلاح الناري، الذي استعمله الدركي في قتل زوجته وصهره، دون أن تتمكن من العثور عليه، ليتم سحب السيارة إلى المحجز البلدي، قبل نقلها لاحقا إلى مدينة العرائش. وأعلنت السلطات الأمنية بكل من مدينة العرائش وسوق أربعاء الغرب والمدن المجاورة لهما حالة استنفار غير مسبوقة في صفوف رجال الدرك والأمن بحثا عن الدركي الهارب، خاصة أنه لا زال يحتفظ بسلاحه الوظيفي، رغم أنه لم يكن يرتدي زيه الرسمي، الذي تركه بمسرح الجريمة ولبس بذلة رياضية. وقد صدرت تعليمات صارمة إلى العناصر الأمنية بأخذ الحيطة والحذر، واستعمال جميع الوسائل المتاحة لتفادي أي مواجهات بالرصاص مع الدركي المسلح. وعُلم من المصدر نفسه أن عملية البحث عن المتهم تجندت لها كافة المصالح الاستخباراتية، التي شاركت بكثافة في الحملات التمشيطية، التي عرفتها العديد من مناطق الغرب. كما دخلت القيادة العليا للدرك على خط التحقيق في هذه القضية، حيث ظل كبار مسؤوليها يتابعون عن كثب آخر المستجدات، إلى حين تمكن رجال الأمن من اعتقال الظنين ومصادرة سلاحه دون أن يبدي أي مقاومة لمطارديه. وحسب مصادر «المساء»، فإن الدركي استخدم سلاحه الوظيفي للإجهاز على والد زوجته وعلى زوجته (ج.ب)، ذات ال27 ربيعا، إذ أصيب الأب برصاصة في العنق وأخرى في الظهر، فيما أصيبت الزوجة برصاصتين في الصدر. واقتحم الجيران المنزل حيث عثروا على الزوجة ووالدها غارقين في الدماء. وحسب شهود عيان، فإن الزوجة ووالدها كانا في النزع الأخير حين تم العثور عليهما، وقد توفيا أثناء انتظار سيارة الإسعاف التي تأخرت أزيد من ساعة. وحضر إلى مكان الجريمة القائد الجهوي للدرك، وعناصر الشرطة القضائية والشرطة العلمية والتقنية، الذين عثروا على السلاح الوظيفي المستعمل في الجريمة، في ما تم نقل الجثتين من طرف عناصر الوقاية المدنية إلى المشرحة العمومية. ولم يطل البحث عن الدركي، إن ألقي عليه القبض بعد حوالي 6 ساعات من ارتكاب الجريمة بمنطقة سوق الأربعاء الغرب، وسيكشف التحقيق معه عن الدوافع المباشرة للجريمة، وإن كانت كل المعطيات تؤكد أن سببها خلاف أسري. ويتحدر الدركي وزوجته من مدينة تادلة، وانتقل للعمل في سرية الدرك بالعرائش منذ 4 أشهر فقط، ورغم خلافاته العائلية مع زوجته، فإن شهادات جيرانه تفيد بأنه ليس شخصا سيء الطباع، وأنه كان يتعامل مع الناس ببشاشة.