كانت في أجندته أسماء عديدة من قياديي حزبه، بعضهم دافع عنه، وآخرون انتصر لقرارات تأجيل أسمائهم إلى محطات أخرى، وكان اسم القيادية بسيمة الحقاوي من الأسماء التي انتصر لها بنكيران منذ البداية ولم يقبل أن تكون محط نقاش، بل كان حاسما في استوزارها منذ البداية. لم يكن اسم بسيمة الحقاوي غريبا عن الساحة السياسية والجمعوية، فقد كانت الابنة الروحية لعبد الكريم الخطيب اسما نسائيا لامعا داخل الحزب، وكانت تجمع بين أكثر من مسؤولية قيادية سواء داخل حزب العدالة والتنمية أو خارجه، فإضافة إلى كونها عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، فهي رئيسة منظمة نساء العدالة والتنمية، ورئيسة المجلس الوطني لمنظمة تجديد الوعي النسائي، ومسؤولة شمال إفريقيا في الاتحاد النسائي الإسلامي العالمي، ولهذا يحب بعض مناضلي ومناضلات الحزب أن يصفوا بسيمة الحقاوي، وزيرة الأسرة والتضامن، ب«عاشقة التحدي». التكوين السياسي لبسيمة الحقاوي انطلق مبكرا، فقد انضمت سنة 1982، وهي طالبة تدرس بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى جمعية «الجماعة الإسلامية» أثناء تأسيسها من قبل المنسحبين من حركة الشبيبة الإسلامية لعبد الكريم مطيع، ونشأت الحقاوي داخل الجمعية، التي تحولت بعد ذلك إلى حركة الإصلاح والتجديد، ثم إلى حركة التوحيد والإصلاح بعد توحدها مع رابطة المستقبل الإسلامي. وفي سنة 1996 انضمت إلى حزب العدالة والتنمية، وكانت بسيمة مقربة جدا من الراحل عبد الكريم الخطيب، حتى إن زملاءها في الحزب كانوا يصفونها ب«الابنة الروحية» له. وفي سنة 1999، انتخبت بسيمة الحقاوي أول امرأة في الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، وهي إلى الآن عضو في الأمانة العامة للحزب. ترأست الحقاوي، رئيسة المنتدى السياسي بالأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، رأس اللائحة الوطنية لنساء حزب العدالة والتنمية ثلاث مرات سنوات: 2002 و2007 و2011. ولم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخوض فيها الحقاوي غمار الانتخابات، إذ سبق لها أن خاضت تجربة الانتخابات الجزئية في دائرة المشوار سنة 2000. وتميز مسارها البرلماني بترؤسها العديد من اللجن، من بينها لجنة القطاعات الاجتماعية في الولايتين التشريعيتين 2006-2007 و2008-2009. كما شغلت منصب أمين مجلس النواب بين سنتي 2009 و2010، وتشغل حاليا عضوية اللجنة البرلمانية المشتركة المغربية-الأوربية، إضافة إلى أنها عضو منتدى النساء البرلمانيات المغربيات، وعضو المنتدى العالمي للبرلمانيين الإسلاميين. تنحدر بسيمة من مدينة بني ملال، لكنها انتقلت رفقة أسرتها في سن مبكرة للعيش بالعاصمة الاقتصادية، وهناك تابعت دراستها. بعد حصول بسيمة الحقاوي، عضو المؤتمر القومي الإسلامي وعضو المجلس التنسيقي للفضاء المغاربي، على الإجازة في علم النفس سنة 1984، تابعت مشوارها الدراسي فنالت شهادة استكمال الدراسات المعمقة سنة 1990، وبعدها حصلت على دبلوم الدراسات العليا، الماجستير في علم النفس الاجتماعي سنة 1996، وتحضر حاليا دكتوراه الدولة في علم نفس الشغل، كما عملت أستاذة في مادة علوم التربية بمركز تكوين المعلمين سابقا. رغم انشغالاتها السياسية والحزبية والجمعوية، لم تنس بسيمة الحقاوي مجال البحث العلمي والأكاديمي، بل نجد لها العديد من المساهمات والأبحاث والدراسات والمنشورات. تزوجت بسيمة سنة 1998 من رضوان زهرو، نائب عميد كلية الحقوق بالمحمدية. وعن زواجها تقول: «كل ما أستطيع أن أقوله هو أن زواجي لم يكن تقليديا، وحين قررت الارتباط بالرجل الذي هو زوجي، وكذلك قريب لي، كنت مقتنعة وراضية».