اقترب مانشستر سيتي الإنجليزي من بلوغ نهائي دوري أبطال أوربا، عقب انتصاره على ريال مدريد الإسباني بأربعة أهداف لثلاثة، في المباراة التي جرت أطوارها اليوم الثلاثاء، على أرضية ملعب الاتحاد، في ذهاب نصف النهائي. وبدأ مانشستر سيتي المباراة في جولتها الأولى بدون مقدمات، بعدما تمكن من تسجيل الهدف الأول منذ الدقيقة الثانية برأسية اللاعب كيفين دي بروين، تقدم حفز رفاقه للاندفاع أكثر بغية إضافة أهداف أخرى، فيما بعثر أوراق أنشيلوتي رفقة لاعبيه، الذين حاولوا الدخول في أجواء اللقاء، من خلال الاحتفاظ بالكرة لأكثر وقت ممكن، لامتصاص حماس أبناء غوارديولا. وحاول ريال مدريد إعادة ترتيب أوراقه من جديد، بغية شن هجمات منظمة للوصول إلى شباك إيدرسون، إلا أنه اصطدم بفريق متراص في صفوفه الثلاثة، ومركزا بشكل كبير في الهجوم، بحثا عن هدف ثانٍ يجعله يسير المباراة بالطريقة التي يريدها مع مرور الدقائق، وهو ما تمكن منه في الدقيقة 11 بفضل غابرييل خيسوس. وكاد رياض محرز أن يضيف الهدف الثالث للسيتي، لو ركز قليلا قبل التسديد، فيما بدا ريال مدريد تائها في وسط الملعب، ما جعله يضيع العديد من الكرات لصالح خصمه، الذي ظلت هجماته تشكل الخطورة تلو الأخرى على كورتوا، الذي حاول إبعاد الكرات عن مرماه بكل الطرق الممكنة. وتمكن ريال مدريد بعد العديد من المحاولات الفاشلة، من تقليص الفارق عن طريق كريم بنزيما في الدقيقة 33، هدف ألقى بظلاله على السيتي، الذي تراجع مستواه وأصبح يتخبط في أخطاء كثيرة، كادت أن تتسب في هدف ثانٍ، لولا تألق إيدرسون في التصديات، فيما كان رفاقه بين قوسين أو أدنى من إضافة الهدف الثالث من خلال الفرص التي سنحت لهم، في حين لم تعرف الدقائق الأخيرة أي جديد، لتنتهي الجولة الأولى بتقدم أبناء غوارديولا بهدفين لهدف على أصدقاء مودريتش. وسارت الجولة الثانية كسابقتها، سيطرة السيتي على مجرياتها، بحثا عن هدف ثالث يحسم به نتيجة اللقاء لصالحه، مقابل دفاع مدريدي مع بعض المناورات بين الفينة والأخرى، لمباغتة مانشستر بهدف ضد مجريات اللعب يعدل به النتيجة، ومن تم يبحث عن الانتصار، الذي سيجعله يضع قدما في نهائي دوري أبطال أوربا للمرة 17 في تاريخه. وفي الوقت الذي كان يبحث فيه ريال مدريد عن التعديل، تمكن مانشستر سيتي من تسجيل الهدف الثالث عن طريق فيل فودين في الدقيقة 53، مقربا فريقه أكثر من نهائي دوري الأبطال، ليعود النادي الملكي من جديد ويقلص الفارق بعد دقيقتين فقط بفضل فينيسيوس جونيور، لتستمر بعد ذلك المباراة في شد وجذب بين الطرفين. واستطاع مانشستر سيتي من تسجيل الهدف الرابع في الدقيقة 74 بقدم اللاعب برناردو سيلفا، من تسديدة قوية لا تصد ولا ترد، لم تترك أية فرصة لكورتوا للتصدي، معيدا بذلك الفارق لهدفين، فيما كاد رياض محرز أن يضيف الهدف الخامس، لو لم تمر كرته محايدة للمرمى المدريدي بقليل، بينما حاول ريال مدريد العودة في النتيجة مرة أخرى، من خلال المحاولات التي أتيحت له دون تمكنه من ذلك، جراء التسرع وقلة التركيز في اللمسة الأخيرة، إلى جانب تضييعه للعديد من الكرات. واستمر المرينغي في هجماته سعيا منه لتقليص الفارق للمرة الثالثة، إلى أن تمكن من الحصول على ضربة جزاء ترجمها كريم بنزيما إلى هدف في الدقيقة 82، مسجلا بذلك هدفه الشخصي الثاني في المباراة، ومبقيا على آمال فريقه في العودة في النتيجة، والخروج بتعادل عوض خسارة المباراة بأربعة أهداف لثلاثة، خصوصا وأن فارق الأهداف خارج الديار لم يعد يجدي نفعا، في ظل القرار الجديد للاتحاد الأوربي. ولم يفلح الفريقان في الوصول إلى شباك بعضهما البعض في الخمس دقائق الأخيرة من المباراة، علما أن الأفضلية كانت لريال مدريد، الذي حاول جاهدا إحراز التعادل دون تمكنه من ذلك، لينتهي اللقاء بفوز مانشيستر سيتي الإنجليزي بأربعة أهداف لثلاثة على ريال مدريد الإسباني، ليتأجل بذلك الحسم في هوية المتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوربا، إلى غاية الإياب الذي سيلعب الأسبوع المقبل. ويستقبل ريال مدريد الإسباني نظيره مانشستر سيتي الإنجليزي، على أرضية ملعب سانتياغو بيرنابيو، يوم الأربعاء الرابع من ماي المقبل، بداية من الساعة السابعة مساء، في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوربا.