تعتزم حكومة «بنكيران 2» اعتماد مبادرات جديدة لإنعاش سياسة التشغيل في المغرب، ترتكز حسب عبد السلام الصديقي، وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية، «على إعادة تقييم برامج التشغيل الحالية بهدف إعادة ملاءمتها مع الواقع الحالي للقطاع، عبر إغنائها بإجراءات جديدة، وتعزيز هياكل الوساطة في التشغيل خاصة الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، زيادة على إطلاق المرصد الوطني للتشغيل، الذي سيشكل آلية استراتيجية ستساعد على اتخاذ القرارات في مجال إنعاش التشغيل وتوجيه مصالح الوساطة، فضلا عن إطلاق آلية التعويض عن فقدان الشغل، والتي ستدخل حيز التنفيذ خلال السنة المقبلة». وأكد الصديقي خلال افتتاح ندوة دولية حول موضوع تشغيل الشباب يوم الثلاثاء بمدينة مراكش، أن الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات توجد في قلب هذه الاستراتيجية، إذ ستحظى، يضيف، «ببرنامج جديد لتعزيز أنشطتها، يرتكز على ثلاثة توجهات أساسية، أولها تحسين نجاعة وفعالية آليات الوساطة التي تقوم بها الوكالة، وتمديد خدماتها لتشمل غير الحاصلين على الشهادات، وتنمية الشراكات بين القطاعين العمومي والخاص، فضلا عن توسيع مجال تدخلها ليشمل إدماج المهاجرين في سوق الشغل، تفعيلا للسياسة الحكومية في مجال الهجرة». وتطمح الحكومة من وراء هذه التدابير الجديدة، يسجل الصديقي خلال هذه الندوة التي تنظمها «أنابيك» بشراكة مع الجمعية العالمية للمصالح العمومية للتشغيل، «إلى رفع تحدي تشغيل الشباب بهدف الحفاظ على التماسك الاجتماعي، والاستقرار السياسي، وتجاوز أزمة الثقة في النظام التعليمي الوطني، وبلوغ تحقيق التزامات التصريح الحكومي والتي تتوخى خفض نسبة البطالة إلى مستوى 8 في المائة بحلول سنة 2016»، ويمر تحقيق هذا المبتغى، يشير وزير التشغيل، «عبر تعبئة جهود كافة الفاعلين حول ثلاثة عوامل أساسية، تتوزع بين تحقيق نمو قوي ومستدام عبر تشجيع الاستثمار المنتج، وهيكلة قطاع التشغيل، فضلا عن إرساء دعامات نظام تعليمي وتكويني فعال وناجع». ولمساعدة الشباب على الاندماج في سوق الشغل، بادرت الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات، يسجل مديرها العام حفيظ كمال، «إلى تبني القرب من الباحثين عن العمل عبر تطوير شبكة وكالاتها، التي انتقل عددها من 24 سنة 2005 إلى 77 وكالة حاليا، وأزيد من 300 شباك بغية مرافقة حاملي مشاريع التشغيل الذاتي، زيادة على مجموعة من فضاءات التشغيل». لكن رغم تعدد هذه الآليات، فإنها تظل غير كافية للإحاطة بجميع الباحثين عن الشغل، وفي هذا الصدد، يضيف حفيظ كمال، «توجهت الوكالة إلى تقديم مجموعة من الخدمات عن بعد، من أجل تنويع قنوات تواصلها مع جميع الفئات، ولهذا الغرض، أطلقت الوكالة بوابة جديدة للوساطة الإلكترونية، تبث أزيد من 100 ألف عرض عمل سنويا، زيادة على اعتماد مقاربة متعددة القنوات من خلال استعمال الشبكات الاجتماعية والرسائل الإلكترونية والرسائل النصية ومراكز النداء، وهو ما مكّن الوكالة من التوفر على قاعدة بيانات تضم أزيد من مليون باحث عن العمل وأزيد من 62 ألف مشغّل». إلى ذلك، يأتي تنظيم «أنابيك» لهذا اللقاء الذي يجمع أزيد من 400 مشارك من 30 دولة و10 منظمات دولية، يسجل حفيظ كمال، «في وقت أضحت فيه إشكالية تشغيل الشباب محط اهتمام كافة الدول، إذ تهدف على مدى يومين إلى تمكين المصالح العمومية للتشغيل من تقاسم أفضل الممارسات في مجال التدابير التحفيزية والخدمات عن بعد لتشغيل الشباب، وفهم الأدوار التي يمكن أن تقوم بها هذه الخدمات للحصول على نتائج أفضل».