تفاقم عدد الإصابات بلسعات العقارب بمنطقة الشاوية هذا الصيف ليبلغ إلى حدود غشت الحالي أزيد من 200 مصاب، بينهم أكثر من ثلاث وفيات، وينحدر أغلب المصابين من مناطق كيسر وابن احمد والبروج، خصوصا المناطق المحاذية لقلعة السراغنة والرحامنة، كما سجلت هذه السنة بمدينة سطات أعلى نسبة لسعات العقارب خصوصا بالأحياء الموجودة بأطراف المدينة. واستقبل مستشفى سطات، بحر الأسبوع المنصرم الذي شهد حرارة مفرطة، أكثر من 40 مصابا بلسعات العقارب، وسجلت أزيد من 10 إصابات يوم الجمعة 9 غشت، و22 إصابة يوم السبت 10 غشت، و12 إصابة يوم الأحد 11 غشت. ويلجأ أغلب سكان المنطقة إلى الأدوية الشعبية التقليدية لعلاج اللسعات السامة للعقارب، فيقومون إما بعملية تسمى «التشراط» لإزالة سم العقرب، أو استعمال غاز قنينات الطبخ فوق مكان اللسعة، أو يقومون بربط العضو المصاب، أو غيرها من العمليات التقليدية، وإن كانت الجهات الرسمية تحارب مثل هذا النوع من العلاج، وتنصح المواطنين بتجنبه، لكن الذين يلجؤون إليه يرون أنه الحل الوحيد أمام الغياب شبه التام للمستشفيات والمستوصفات الطبية، أو بعدها، أو عدم كفاية تجهيزاتها وعدد أطرها بمجموعة من المناطق القروية النائية بالإقليم. ولفظ قبل ذلك بأيام طفل يبلغ من العمر 7 سنوات أنفاسه الأخيرة الأسبوع الفارط بمستشفى الحسن الثاني بسطات، بعد أن لدغته عقرب سوداء بدوار العوامرة التابع لجماعة بني خلوك. وأكد مصدر من المنطقة ل«أخبار اليوم» أن الطفل الضحية تم نقله على متن سيارة إسعاف تابعة لجماعة دار الشافعي إلى مستشفى الحسن الثاني، ثم تمت إعادته جثة هامدة إلى دوار لعوامرة ليوارى الثرى. ونقلت طفلة أخرى تبلغ من العمر 4 سنوات في حالة حرجة إلى قسم العناية المركزة بمستشفى الحسن الثاني بسطات، إثر إصابتها ليلا بقرية «العمارنة» بلسعة عقرب في ظهرها. وأكد مصدر قريب أنه حين وصلت الطفلة «ملاك» إلى المستوصف القروي بجماعة سيدي محمد بن رحال، صدمت العائلة بأبوابه الموصدة. وقد خلف هذا الوضع استنكار المواطنين الذين شاهدوا الطفلة وهي في حالة صعبة، وبعد مدة من الانتظار نقلت الطفلة على متن سيارة أحد «الخطافة» إلى المستشفى الجهوي لسطات بعدما اتصل أحد أفراد العائلة بالمسؤولين عن سيارة الإسعاف التابعة للجماعة لكن بدون جدوى. وشدد مصدر طبي بالمستشفى على أن الحصيلة مرشحة للارتفاع بسبب موجة الحرارة المرتفعة، خصوصا بمناطق البروج وكيسر وسيدي حجاج وأولاد فارس التي تفد منها أغلب الحالات المسجلة بالمستشفى بسطات. ويستقبل قسم المستعجلات بالمركز بسطات، هذه الأيام، العشرات من المواطنين، خصوصا الأطفال والشيوخ الذين أصابتهم لسعات العقارب، إذ تعيش العديد من الأسر المنحدرة من القرى المجاورة للمدينة حالة استنفار مع كل اشتداد لدرجة الحرارة، حيث تستعين بسيارات خاصة «الخطافة» من أجل نقل المصابين إلى مستشفى الحسن الثاني بالمدينة، حيث يلفظ أغلبهم أنفاسهم الأخيرة بسبب بعد المسافة، وفي ظل انعدام التجهيزات الطبية والنقص الحاد في الأطر الصحية في المستوصفات الطبية الموجودة بالإقليم. وتعتبر مناطق بني مسكين ومنطقة البروج ونواحيها مرتعا نشيطا للعديد من الأنواع السامة والخطيرة جدا من العقارب، التي تكاثرت مؤخرا بشكل غير مسبوق، وتكثف لسعاتها خاصة في فصل الصيف بسبب الجو الحار في منطقة قبائل بني مسكين.