مع حلول فصل الصيف تعرف مناطق كثيرة بإقليمسطات ارتفاع درجة الحرارة، وتزداد معها نسبة الإصابة بلسعات العقارب ولدغات الأفاعي المنتشرة بشكل كبير في مناطق مختلفة من الإقليم، وعند الإصابة يجد المواطنون أنفسهم مضطرين للتنقل مسافة طويلة إلى المركز الجهوي الاستشفائي الحسن الثاني بسطات قصد تلقي الإسعافات الضرورية ووقف انتشار السم في أجساد المصابين، خاصة أولئك الذين يتعرضون للدغات الأفاعي الخطيرة، التي تنتشر بشكل كبير في مناطق بني مسكين المحاذية لسد المسيرة. وتعاني أغلب المستوصفات الصحية من نقص حاد في بعض الأدوية، كما هو الحال بالنسبة إلى المستوصف المحلي للمغارات الذي يغطي 14 دوارا بإمكانيات محدودة، والتابع إداريا لجماعة دار الشافعي، حيث يتطلب نقل المصاب إلى المستشفى الإقليميبسطات قطع مسافة 140 كلم ذهابا وإيابا عبر طريق رديئة مليئة بالحفر وقد عبر السكان عن استيائهم من الحالة المزرية للمستوصف المحلي مطالبين بالرفع من حصة الدواء وتزويده بطبيب رئيسي مقيم، وتعيش جماعات قروية أخرى نفس الوضع في فصل الصيف، كما هو الشأن بالنسبة إلى جماعات اولاد فارس والسكامنة وامنيع، التي تعاني أغلب مستوصفاتها من نقص في الأدوية المضادة والمخففة لألم اللسعات، حيث تستدعي بعض الحالات نقل المصابين على وجه السرعة إلى المركز الاستشفائي الحسن الثاني بسطات لتلقي العلاجات الضرورية والبقاء تحت الحراسة الطبية إلى غاية تجاوز المراحل الحرجة. وعلاقة بالموضوع كانت نيابة إقليمسطات قد وجهت في وقت سابق مذكرة إلى المؤسسات التعليمية من أجل القيام بحملات تحسيسية للوقاية من لسعات العقارب، خاصة بالعالم القروي، باعتبار أن لسعة العقرب تحتل المرتبة الأولى من مجموع التسممات (ما يفوق 30%)، كما تسجل 4 حالات وفاة لكل 1000 لسعة، و95 في المائة من وفيات الأطفال تقل أعمارهم عن 15 سنة، بالنسبة للوفيات بالجهة التي تعرف انتشارا للعقارب ابتداء من شهر ماي إلى غاية شتنبر 11% على المستوى الوطني. وقد ارتكزت النصائح التي قدمت للتلاميذ على تعريفهم بنمط عيش العقرب والأماكن التي تعيش فيها، وأسباب انتشارها خاصة بالأماكن التي تكثر فيها النفايات المنزلية، والأحجار، والمتلاشيات، مع التركيز على علامات الإصابة والتسمم (ارتفاع درجة الحرارة، القيء، الرعشة...) وضرورة نقل المصاب على عجل إلى أقرب مركز صحي، بدل اللجوء إلى بعض السلوكات والعادات السيئة (البزغ - التشراط - ربط العضو - الحنة...) ولعل أهم الاحتياطات التي تم التركيز عليها للوقاية من لسعات العقارب، تتمثل تربية الدواجن، وإزالة الأعشاب المتواجدة قرب البيوت، وتبليط جدران المنزل، وارتداء الأحذية ليلا.