مرة أخرى، تطرح الوضعية الصحية للسكان وما تعانيه من خصاص كبير بالعالم القروي، وخاصة في فصل الصيف المتميز بالحرارةالمفرطة بالمناطق الداخلية الجافة، حيث يصاب خلالها المواطنون ولاسيما الأطفال بلسعات العقارب السامة ولدغات الأفاعي القاتلة حيث لقي عدد كبير حتفه من جراء تلك الإصابات المميتة، سواء بعين المكان أو في طريقهم إلى المستشفيات الإقليمية بالمدن الكبرى بجهة سوس-ماسة-درعة. وفي هذا السياق، طالبت جمعيات المجتمع المدني (20 جمعية) بمنطقة أمجاض، قيادة تيغرت بإقليم تزنيت، في شكايات موجهة إلى عامل الإقليم ومندوب الصحة والمنتخبين... بالتدخل العاجل لتحسين الوضعية الصحية وتعزيزالمرافق الاستشفائية بالأطرالطبية الكافية والتجهيزات الضرورية لسد الخصاص الذي تعرفه المنطقة حاليا... حيث جاء في تلك الشكايات أن الحالة الصحية لاتزداد إلا تفاقما وترديا، نظرا لقلة الأطرالطبية وضعف البنيات الاستشفائية الموجودة بالمنطقة، الذي نتج عنه ضعف إسعاف السكان، وخاصة في فصل الصيف الذي تزداد فيه معاناتهم جراء تعرضهم للسعات العقارب، والتي تخلف كل سنة العديد من الضحايا في ظل غياب قسم المستعجلات الذي يعمل بنظام المداومة. فغياب نظام المداومة يجبر المواطنين على التنقل من المركزالصحي لآخر، وتضييع الوقت، علما أن هذه الحالات تتزامن مع العطل الصيفية لجل الأطباء، دون تعويض العنصرالغائب، مما يخلق مشكلا كبيرا للمواطنين. وفي هذا الصدد، طالبت مكونات المجتمع المدني بأمجاض مجددا، في سياق ردها على مراسلة المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتزنيت، بمايلي: 1 - استمرارالحراسة الإلزامية بمركز واحد بالدائرة الصحية «تيغرت». 2- جعل طبيب وممرض رهن إشارة المواطنين، أثناء المداومة، وممرضة للولادة. 3 - تعليق لائحة بأسماء المداومين على الحراسة مرفوقة بأرقام هواتفهم الثابتة والنقالة. 4- تخصيص تعويضات عن الحراسة الإلزامية والديمومة تحفيزا للأطر الطبية حتى تقوم بدورها بواجب مهني. 5 - إيجاد حل لمشكل تدبير سيارة إسعاف للمركزالصحي لمنطقة بوطروش، لمعرفة لأية جهة تابعة هل لوزارة الصحة أم لجمعية اماون أم ما زالت تابعة للتعاون الياباني، ذلك أن سكان بوطروش لايستفيدون منها، لأنها متوقفة بدعوى لاتتوفرعلى تأمين. 6- حل مشكل الخصاص في الدواء الذي تعرفه جل المراكز الصحية بأمجاض. هذا وكان مندوب الصحة قد رد على المطالب الاستعجالية لحوالي 20 جمعية بأمجاض، في 5 نونبر 2009، موضحا أن المنطقة تتوفر على مركز صحي جماعي بوحدة الولادة، و4 مراكز صحية جماعية و5 مستوصفات، وأن المندوبية بصدد إنشاء مستوصف آخر بمنطقة أيت بومريم بجماعة أنفك وإعادة بناء مستوصف أيت كرمون. وفيما يخص الموارد البشرية، فهناك 4 أطباء و10 ممرضين ومولدتان، وأشار إلى كون مؤشرات التغطية لابأس بها، فعدد السكان لكل مؤسسة صحية لايتعدى 3200 نسمة، وعدد السكان لكل طبيب لايتعدى 8000 نسمة، وعدد السكان لكل ممرض لايتعدى 3000 نسمة، وعدد الولادات المنتظرة لكل مولدة لاتتعدى 358 ولادة. غير أن الجمعيات المشتكية لم تقتنع بهذه التبريرات في شكايتها الموجهة إلى عامل الإقليم، وفي ردها على مراسلة المندوب الإقليمي للصحة، وطالبته بالديمومة خارج أوقات عمل المستوصفات والرفع من اليقظة في فصل الصيف وتوفيرالإسعافات الضرورية من الأطرالطبية والأدوية وسيارات الإسعاف.