أفادت مصادر متطابقة أن عدد الأشخاص الذين استهدفتهم لسعات العقارب ولدغات الأفاعي والثعابين الأسبوع ما قبل الأخير الذي تميز بارتفاع درجة الحرارة على شاكلة موجة الشركي الجافة تجاوز 20 مصابا ممن استقبلتهم مستعجلات المركز الاستشفائي الجهوي ببني ملال، وجاءت تصنيفاتهم حسب الفئات العمرية بمؤشر 80 في المائة تقل أعمارهم عن 15 سنة، فيما اعتبرت 20 في المائة المتبقية متجاوزة لعتبة 15 سنة، إلى ذلك يستفاد من الإحصائيات ذاتها أن الحصيلة المعلنة تبقى غير نهائية بالرجوع إلى الكم الهائل للحالات التي تقتصر في صد سموم العقارب ولدغات الثعابين والأفاعي والتخفيف من مضاعفاتها على التداوي بالطرق التقليدية لدى الدجالين والمشعوذين ومسوقي الوهم الطبي، حيث عزت مصادر متطابقة دواعي تفشي تلك المظاهر إلى غياب المستوصفات وتعذر وسائل النقل بالقرى النائية إضافة إلى الحصار المضروب على المناطق الموغلة في تخوم الأرياف الجبلية التي تعرف عزلة شاملة وغياب العناية الطبية. على صعيد آخر، خلصت الإفادات ذاتها إلى كون المناطق الأكثر انتشارا للعقارب والأفاعي والثعابين بالجهة تتضمن مناطق بني وكيل- بني شكدال- الفقيه بن صالح وضواحيها والأحراش الجبلية وسوق السبت بجهة تادلة أزيلال إضافة إلى الأحراش التي تشكل نقط تماس بين إقليم الفقيه بن صالح وجهة الشاوية ورديغة. وعزت المصادر ذاتها، كثافة انتشار الحشرات السامة بهذه المناطق إلى طبيعة التركيبة الجيولوجية للطبقة الأرضية حيث تجد العقارب مرتعا خصبا للتوالد والتكاثر بين الطبقات الصخرية والأحجار والأحراش والفضاءات المهجورة إضافة إلى عامل الحرارة والأجواء الجافة. من جانب آخر تشير مصادر طبية إلى كون صنف العقارب الأكثر خطورة يصطلح عليه «بالموريطانيكوس» الأسود اللون، حيث تعتبر لسعاته قاتلة لفئات الأطفال والرضع والعجزة. من جانب آخر، يشارحسب المصادر ذاتها إلى كون حالات التدخل لإنقاذ المصابين تقتصر فقط على العلاج السريري الذي يعتمد على الملاحظة والتتبع ومراقبة الضغط وحرارة الجسم ونبضات القلب، إذ يتم اللجوء في الحالات القصوى إلى إحالة المصابين على قسم العناية المركزة تجنبا لكل المضاعفات الحرجة. وفي موضوع ذي صلة يذكر حسب المصادر ذاتها أن المجالس المنتخبة لاتتعاطى مع تفعيل قرار إبادة بؤر الحشرات السامة وفق ماتقتضيه مقرراتها واختصاصاتها الموكولة إليها بناء على الميزانيات المرصودة لهذا الغرض، حيث تندرج ضمن بنودها معالجة وتطهير قنوات الصرف الصحي والنقط السوداء التي تشكل مرتعا لشتى الحالات الوبائية الناجمة عن بؤر الجرذان والصراصير والحشرات السامة بمختلف أنواعها.