لقيت طفلة في العاشرة من عمرها حتفها يوم الاثنين 9 يونيو 2008 بالمستشفى الجهوي لبني ملال، متأثرة بلدغة أفعى لسعتها بجماعة أيت عباس، ويحكي أحد أقاربها لـ التجديد أنه سمع صراخ الطفلة تستغيث ولما استجاب لندائها وجدها تتألم من مفعول لدغة أفعى رقطاء، فهم بنقلها إلى المستشفى إلا أن انعدام الإسعاف، وتعقيد الإجراءات حرم الطفلة من تلقي الإسعافات الأولية، سيما وأن دوارهم يوجد في مكان بعيد عن المستشفى الإقليمي لأزيلال، يضيف المصدر ذاته. وأضاف المتحدث للجريدة أن انعدام المصل بأزيلال زاد من عذاب الطفلة وقلل من حظوظ إسعافها، إذ اضطر إلى قطع منعرجات وأودية الجبال في رحلة ضد الساعة لإيصال الطفلة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال، الذي لفظت فيه أنفاسها بالرغم من تكفل القريب بشراء الدواء لكن بعد فوات الأوان. واستنكر المصدر الوضع الذي تعيشه قبائل الجبل (أيت عباس، أيت باولي، أيت أومديس...) والذي وصف بالكارثي بسبب انعدام أبسط التجهيزات الطبية، خاصة وأن المنطقة تسجل وقوع ضحايا للذعات الأفاعي ولسعات العقارب، وكان من ضحاياه بنت أخت الطفلة الهالكة، والتي لا تتجاوز من العمر11 شهرا بعد تعرضها هي الأخرى إلى لسعة عقرب وهي الآن بقسم الإنعاش ببني ملال تتلقى العلاج بين الموت والحياة. يذكر أن الطفلة الضحية، التي لقيت حتفها، يتيمة أبيها ويعيلها أخوها الأكبر هي ووالدتها في منطقة تنعدم فيها الموارد وفرص الشغل والتجهيزات الأساسية، بل تنعدم فيها شروط العيش الكريم في إحدى أفقر الجماعات على الصعيد الوطني.