في خطوة جديدة لتعزيز بنيته المالية، أعلن المجمع الشريف للفوسفاط عن إطلاق قاعة جديدة لتداولات المجموعة، يطمح من خلالها إلى تقوية قدرته على تدبير المخاطر المالية، عبر الزيادة في وضوح الالتزامات المالية وعمليات الصرف. وتمنح القاعة الجديدة طرقا جديدة لتحسين وتركيز السيولة المالية للمجموعة من خلال نظام للتجميع النقدي، الذي طور بشراكة مع المؤسسات البنكية. وفي هذا الصدد، سجل محمد الحجوجي، المدير التنفيذي المسؤول عن القطب المالي ووسائل التدبير، أن «القاعة الجديدة تطمح إلى تثمين وتركيز سيولة المجموعة، وتعزيز قدرتنا على التفاوض بالأسواق المالية، زيادة على إرساء وضوح في الرؤية حول المواقف والالتزامات المالية وعمليات الصرف أيضا، خاصة وأن غالبية معاملات المجموعة تتم مع الخارج». ولن تقف أهداف قاعة التداولات الجديدة عند هذا الحد، بل تطمح أيضا، يضيف الحجوجي خلال لقاء صحفي خصص الأسبوع الماضي للإعلان عن تفاصيل المشروع، «إلى تدبير المخاطر المالية المرتبطة بنشاط المجموعة، إذ ستشكل قاعدة مركزية لتدبير سيولة المجموعة ومحاورا أساسيا للسوق المالي، فضلا عن قيامها بمهمة تأمين تدفقات التشغيل والتدفقات المالية أيضا». بالمقابل، استثمرت المجموعة غلافا ماليا بقيمة 10 ملايين درهم لإقامة المشروع الجديد، الذي يعد حسب مسؤولي المجمع، أهم وأكبر مشروع من نوعه بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأطلق بعد عدة سنوات من التفكير والاشتغال وفترة تجريبية، خاصة وأن القاعة الجديدة ستتكفل بتدبير سيولة مالية مهمة، خاصة وأن المجمع يعد من بين أهم المتدخلين في السوق النقدي الوطني أمام الحجم الهام لنشاطه عند التصدير. ويندرج المشروع الجديد، يؤكد الحجوجي، «ضمن تنفيذ أهداف الاستراتجيية المالية الجديدة للمجمع الشريف للفوسفاط، والتي تطمح إلى تعزيز الهيكلة والقوة المالية للمجموعة عبر تنويع الآليات والأطراف المالية، والالتجاء المباشر إلى السوق المالي الوطني والدولي، وتثمين تدبير سيولة المجموعة، زيادة على التحكم في تدبير المخاطر المالية خاصة تلك المرتبطة بالصرف، واعتماد المعايير المحاسباتية الدولية». ويأتي المشروع الجديد لتواصل عبره المجموعة استراتجيتها التطويرية الرامية إلى تأهيل آلياتها الإنتاجية والصناعية والمالية، والتي قادتها خلال السنوات الأخيرة إلى إطلاق استثمارات ضخمة ناهزت قيمتها 120 مليار درهم، لتطوير قدراتها الاستخراجية لمعدن الفوسفاط عبر افتتاح مناجم وإقامة مغسلات جديدة، فضلا عن إقامة مصانع جديدة لإنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة الفوسفاطية، وأنبوب جديد لنقل هذا المعدن من مناطق الإنتاج إلى ميناء التصدير بالجرف الأصفر. إلى ذلك، يعد» المجمع الشريف للفوسفاط» رائدا على المستوى العالمي في إنتاج تصدير الفوسفاط ومشتقاته، وأول مصدر للصخور الفوسفاطية والحامض الفوسفوري في العالم، وواحدا من أهم مصدري الأسمدة الصناعية المشتقة من الفوسفاط، إذ تمكن خلال السنة الماضية من تحقيق رقم معاملات إجمالي بقيمة 59.3 مليار درهم، وبلوغ إنتاج يزيد عن 26 مليون طن من الفوسفاط، والتوفر على أزيد من 140 زبونا بالقارات الخمس.