تراجعت صادرات المجمع الشريف للفوسفاط عند متم التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية بنسبة قاربت 21.2 في المائة لتستقر قيمتها في حدود 29.4 مليار درهم مقارنة مع 37.3 مليار درهم سنة قبل ذلك بانخفاض قيمته 7.9 مليار درهم لتواصل هذه الصادرات انخفاضها المسجل منذ بداية السنة تحت تأثير الظرفية الصعبة التي يعيشها قطاع الفوسفاط خلال السنة الجارية، والتي ترتبط أساسا حسب مصادر مطلعة، بالضغط على أسعار هذه المادة الحيوية، أمام ارتفاع العرض بالسوق الدولي مع بداية مجموعة «معادن» السعودية لنشاطها الإنتاجي، زيادة على تراجع الطلب الهندي، وارتفاع صادرات الصين وخفضها لحواجزها الجمركية، فضلا عن الظروف المناخية غير الملائمة والتي ساهمت في تأخر عمليات شراء الأسمدة. وضعية كانت متوقعة، تضيف مصادر من داخل المجموعة، «ولن تمنع المجمع من الحفاظ على نمو نتائجه خلال السنة الجارية، لكن الأهم هو إنجاز المخطط الاستثماري للمجموعة، والذي ينتظر تسليم مشاريعه في الآجال المحددة، لتكون جاهزة للاستجابة للطلب العالمي على الفوسفاط حين عودته إلى مستوياته العادية»، وفي هذا الصدد، يرتقب أن يشرع «المجمع الشريف للفوسفاط» قبل متم السنة الجارية في استغلال أنبوب نقل الفوسفاط الذي يربط بين مناجم خريبكة وموقع تثمين الفوسفاط بالجرف الأصفر، إذ كشفت معطيات صادرة عن المجمع، «أن هذا الأخير برمج التجارب المائية للأنبوب الجديد ابتداء من شهر غشت الماضي، وتلك المتعلقة بنقل لباب الفوسفاط ابتداء من شهر شتنبر من السنة الجارية». ولمواجهة هذه الظرفية، بادر المجمع خلال السنة الجارية، استراتيجية جديدة يطمح من خلالها إلى ملاءمة أنشطته الإنتاجية مع الشروط الجديدة لسوق الفوسفاط، عبر الارتكاز على مرونة آليته الصناعية للتمكن من تعديل مستويات إنتاجيته مع متطلبات واحتياجات مختلف أسواق منتجاته. وتتأسس الاستراتيجية الجديدة على ثلاثة مرتكزات يتعلق أولها بالسعر، حيث أخضع المجمع تحديد قيمة الفوسفاط لدينامية السوق، دون خفض السعر في حالة تراجع المبيعات بالأسواق العالمية، وذلك عبر ملاءمة إنتاجه تبعا لمختلف انتظارات السوق. ويرتبط المرتكز الثاني، بتدبير الزبناء، وذلك وفق منطق المحفظة، من أجل الحد من الخسائر المرتبطة بالظروف المناخية، والموسمية، والصدمات الخارجية، في حين يهدف المرتكز الثالث إلى ضمان مرونة الآلية الصناعية، عبر تنويع منتوجات المجموعة مع التركيز على ذات القيمة المضافة القوية منها. بالمقابل، ترتكز الاستراتيجية التطويرية للمجمع الشريف للفوسفاط، على تأهيل الآليات الإنتاجية والصناعية والمالية للمجموعة، إذ قادته خلال السنوات الأخيرة إلى إطلاق استثمارات ضخمة ناهزت قيمتها 140 مليار درهم، لتطوير قدراته الاستخراجية لمعدن الفوسفاط عبر افتتاح مناجم وإقامة مغسلات جديدة، فضلا عن إقامة مصانع جديدة لإنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة الفوسفاطية، وأنبوب جديد لنقل هذا المعدن من مناطق الإنتاج إلى ميناء التصدير بالجرف الأصفر. زيادة على إطلاق مشروع «محور الفوسفاط بآسفي»، والذي ينتظر أن يخصص لإنجازه غلاف استثماري ضخم تناهز قيمته 30 مليار درهم سيسمح بخلق 1000 منصب شغل مباشر وتوفير ما يناهز 6 آلاف منصب شغل خلال مدة إنجازه.