تبنّى «المجمع الشريف للفوسفاط»، خلال الأشهر القليلة الماضية، استراتيجية جديدة يطمح من خلالها إلى ملاءمة أنشطته الإنتاجية مع الشروط الجديدة لسوق الفوسفاط، عبر الارتكاز على مرونة آليته الصناعية للتمكن من تعديل مستويات إنتاجيته مع المتطلبات وتتأسس الاستراتيجية الجديدة على ثلاثة مرتكزات يتعلق أولها بالسعر، حيث أخضع المجمع تحديد قيمة الفوسفاط لدينامية السوق، دون خفض السعر في حالة تراجع المبيعات بالأسواق العالمية، وذلك عبر ملاءمة إنتاجه تبعا لمختلف انتظارات السوق. ويرتبط المرتكز الثاني، تسجل معطيات كشفت عنها مديرية الخزينة والتمويلات الخارجية التابعة لوزارة الاقتصاد والمالية، بتدبير الزبناء، وذلك وفق منطق المحفظة، من أجل الحد من الخسائر المرتبطة بالظروف المناخية، والموسمية، والصدمات الخارجية، في حين يهدف المرتكز الثالث إلى ضمان مرونة الآلية الصناعية، عبر تنويع منتوجات المجموعة، مع التركيز على ذات القيمة المضافة، القوية منها. استراتيجية مكنت المجمع خلال الأشهر الأربعة الأولى من السنة الجارية، تضيف مذكرة وزارة المالية، من رفع إنتاج مشتقات الفوسفاط بنسبة 5.9 في المائة، أمام نمو إنتاج الحامض الفوسفوري بنسبة 12.7 في المائة، والأسمدة الطبيعية والكيماوية بنسبة 0.9 في المائة، وساهم أيضا في زيادة إنتاج الفوسفاط شهر أبريل الماضي بنسبة 3.2 في المائة، وأفضى إلى استقرار إنتاج المجمع منذ بداية السنة في حدود 0.2 في المائة، ليستدرك التراجعَ الذي حققه خلال الربع الأول من السنة، والذي ناهزت نسبته 1 في المائة. ولدعم آليته الصناعية الإنتاجية، بادر المجمع إلى إطلاق استراتيجية مالية جديدة، تطمح إلى تعزيز الهيكلة والقوة المالية للمجموعة عبر تنويع الآليات والأطراف المالية، والالتجاء المباشر إلى السوق المالي الوطني والدولي، وتثمين تدبير سيولة المجموعة، زيادة على التحكم في تدبير المخاطر المالية خاصة تلك المرتبطة بالصرف، واعتماد المعايير المحاسباتية الدولية. ومن أهم مرتكزات الاستراتيجية المالية، نجد قاعة التداولات التي أطلقها المجمع شهر أبريل الماضي، والتي يطمح من خلالها إلى تقوية قدرته على تدبير المخاطر المالية، عبر الزيادة في وضوح الالتزامات المالية وعمليات الصرف، حيث تمنح القاعة الجديدة طرقا جديدة لتحسين وتركيز السيولة المالية للمجموعة من خلال نظام للتجميع النقدي، الذي طُوّر بشراكة مع المؤسسات البنكية. ويأتي المشروع الجديد لتواصل عبره المجموعة استراتجيتها التطويرية الرامية إلى تأهيل آلياتها الإنتاجية والصناعية والمالية، والتي قادتها خلال السنوات الأخيرة إلى إطلاق استثمارات ضخمة ناهزت قيمتها 140 مليار درهم، لتطوير قدراتها الاستخراجية لمعدن الفوسفاط عبر افتتاح مناجم وإقامة مغسلات جديدة، فضلا عن إقامة مصانع جديدة لإنتاج الحامض الفوسفوري والأسمدة الفوسفاطية، وأنبوب جديد لنقل هذا المعدن من مناطق الإنتاج إلى ميناء التصدير بالجرف الأصفر.