أجمع قياديون في فيدرالية اليسار الديمقراطي، على الحاجة الملحة لتعبير سياسي يساري جديد في المغرب، يكون قادرا على قيادة النضال وتكريس التغيير الديمقراطي. وشدد عبد السلام العزيز، منسق تحالف فيدرالية اليسار، في كلمة له على هامش تنظيم هذه الأخيرة حوارا سياسيا، حول "وحدة اليسار بين الضرورة الموضوعية والإكراهات الذاتية"، على حاجة المشهد السياسي، إلى حزب اشتراكي كبير، يعيد تجميع القوى والفاعلين والنشطاء اليساريين الذين يتقاسمون، مشروع بناء الدولة الوطنية الديمقراطية، وبناء مغرب الحرية. بالنسبة للعزيز، فإن إعادة بناء حركة اليسار تقتضي فتح النقاش العميق والنقدي من أجل تشخيص موضوعي لأعطاب اليسار واختلالاته في سياقاته التاريخية، ويستحضر المعوقات الذاتية والموضوعية، بهدف إيجاد أجوبة جديدة لمرحلة تاريخية متحولة باستمرار. علي بوطوالة، الأمين العام لحزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، اعتبر أن نجاج المشروع الوحدوي لليسار يتطلب مكاشفة، وحوارا عميقا بين مكوناته، ويتطلب تضحيات والترفع عن الذوات الحزبية، وتجاوز النرجسية والنجومية السياسية، لأن الأهم هو مكانة اليسار داخل المجتمع المغربي، التي تراجعت في العقدين الأخيرين بسبب الأخطاء التي سقطت فيها مكونات اليسار. بالنسبة لعبد العزيز النويضي، المحامي والفاعل الحقوقي، فإن تجربة اليسار لم تنجح، مشددا على أن الحزب الوحدوي الجديد لليسار، يجب أن يكون منفتحا على جميع من يؤمنون بتجربته السياسية والمشروع الذي يتبناه. وكشف النويضي، في تصريح للموقع، أن المكونات السياسية التي تشارك في الحوارات السياسية التي أطلقتها فيدرالية اليسار، هي مكونات تنخرط ضمن مشروع الملكية البرلمانية الديمقراطية، التي تضمن الحقوق المدنية والسياسية، إلى جانب الحقوق الاجتماعية والاقتصادية، والثقافية، وتقطع مع ثقافة الريع وممارساته، على جميع المستويات. وفي سياق متصل، قال مشاركون في ندوة فيدرالية اليسار التي نظمت اليوم بالدارالبيضاء، إن خطاب اليسار الذي أصابه الكسل، يحتاج إلى أن يكون جذابا، مؤكدين على أن اليسار أصبح أمام امتحان صعب، ويمر بمنعطف جديد، ووضعه أصبح مترديا، من الواجب عليه أن يقوم بتقييم شامل وعملية نقد تعيد له المكانة السياسية التي كان يحظى بها.