بعد انتقادات من قبل أعضاء الأحزاب المكونة لفيدرالية اليسار الديمقراطي لتنظيم مؤتمر “الجبهة العربية التقدمية”بطنجة أيام 25/26/27 أكتوبر 2019، والذي يشرف عليه حزب “الطليعة الديمقراطي الاشتراكي”، خرج هذا الأخير ليدافع عن المؤتمر. وقال علي بطوالة الكاتب العام للحزب العضو بفيدرالية اليسار، إنه لا معنى للتشويش على هذا المشروع التاريخي لدواعي عرقية أو دينية أو ثقافية.
وأبرز بوطوالة أن هذا المشروع موجه أساسا “ضد المخطط الإمبريالي الصهيوني الرجعي بكافة حلقاته، والدفاع المشروع عن الحقوق التاريخية المصادرة لشعوب المنطقة بكل مكوناتها العربية والامازيغية والكردية والأفريقية”. وأوضح بوطوالة أن هذا المؤتمر الذي يحمل شعار ” وحدة الشعوب العربية ضرورة تاريخية ورهان استراتيجي”، تم تأجيله من نهاية شهر أبريل الماضي الى نهاية شهر أكتوبر لأسباب خارجة عن إرادة الحزب، مشيرا أن “الجبهة العربية التقدمية” هي إطار وحدوي تأسس في تونس سنة 2015 من طرف أحزاب تقدمية من تونس، مصر،لبنان، سوريا ، فلسطين والاردن وموريطانيا وليبيا والسودان، وشخصيات وازنة من عمان والبحرين والسعودية وسوريا. وأشار بوطوالة أن التأسيس جاء بعد دورات من النقاش العميق والحوار الديموقراطي، خلص إلى ضرورة وحتمية إعادة بناء حركة التحرر الوطني العربية على أسس جديدة ومتينة، باستحضار دروس الماضي والاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل. وأكد بوطوالة أنه وعيا بضرورة تجاوز النزعة القومية الشوفينية والانعزالية القطرية على حد سواء، بعدما تأكدت مخاطرهما القاتلة على وحدة وتقدم شعوب المنطقة، فإن هذا المشروع النهضوي ليس موجها ضد أية حساسية سياسية أو ايديولوجية، بل بالعكس مركز على خدمة القضايا المصيرية المشتركة كالتحرر الوطني، والديموقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية لجميع شعوب المنطقة. وأضاف ” أما التعامل مع قضايا التنوع العرقي واللغوي والثقافي فيركز على جعلها عناصر إغناء وتطوير المشروع الوحدوي والحضاري المشترك، باستلهام التجارب الوحدوية الناجحة في آسيا وأوروبا وأمريكا والتي تحولت بفعل التراكمات الحضارية والعلمية إلى الأقطاب الكبرى لعالم اليوم، ذلك أن الاستثمار الكبير للتنوع بمختلف أشكاله هو ما أفاد أوروبا والصين والولايات المتحدة الأمريكية”. ويشار ان فيدرالية اليسار الديمقراطي تضم 3 أحزاب يسارية (الحزب الاشتراكي الموحد، وحزب الطليعة، وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي).