اعتبر ناشطون يساريون أن فشل اليسار في اكتساح المشهد السياسي أصبح أمرا واقعا، يطرح تساؤلات حول مستقبله، وأن السبيل الوحيد أمام قيادة أحزاب اليسار هو توحيد الرؤية والتشخيص، بما يساهم في بناء القوى اليسارية المستقبلية. وأكد حسن طارق، عضو المكتب السياسي لحزب الاتحاد الاشتراكي، أثناء تدخله في منتدى فضاء الحوار اليساري، الذي ناقش موضوع المشروع الديمقراطي ومهام مكونات اليسار، أول أمس الأربعاء، بالرباط، أن حزبه يساهم في تجميع اليسار بطريقته الخاصة، من خلال استعادة أبنائه الغاضبين، مشيرا إلى أن الاتحاد أصبح قريبا من الحسم في إدماج الحزبين العمالي والاشتراكي، وأن المكتب السياسي منكب على إدماج الحزب، إضافة إلى إجرائ مفاوضات مع الحزب الاشتراكي، الذي قدم له عرضا، وصفه طارق ب "المغري" قصد الالتحاق. واعتبر طارق أن مباحثات اليساريين حول راهن ومستقبل أحزاب اليسار تستهدف تحرير مكونات الأحزاب اليسارية من التنظيمات، معارضا، في الآن ذاته، فكرة تجميع أحزاب اليسار في حزب واحد، في الوقت الحالي. وقال إن أحزاب اليسار لم تعد تملك صوتا مسموعا قياسا مع تسعينيات القرن الماضي، داعيا كل الأحزاب إلى الخروج من عقدة الانتخابات، والقبول باللعبة الديمقراطية عبر صناديق الاقتراع، والدخول منسجمة، وبقوة، إلى الاستحقاقات التشريعية لسنة 2012. من جهته، قال علي بوطوالة، عضو الكتابة الوطنية لحزب الطليعة الديمقراطي، إن حصيلة النضال الديمقراطي لأحزاب اليسار توجت بإحداث تجربة التناوب التوافقي، مبرزا أن أحزاب اليسار في حاجة إلى وحدة الصفوف لحماية الهوية اليسارية، وأن مشروعية الاعتراف بالأزمة، التي يعيشها اليسار، تأتي من قراءة موضوعية لنسب مشاركة المواطنين في الانتخابات. واستخلص أن اليسار فقد جاذبيته وتأثيره. وأوضح محمد العوني، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، أن مبادرة انطلاق الحوار اليساري تهدف إلى تمكين اليساريين من رسم معالم الأهداف والبرامج المحتملة بشكل جماعي وموحد. وأجمعت الفعاليات اليسارية المشاركة على أن "العمل الوحدوي يندرج في سياق الحراك، الذي تعرفه الأحزاب اليسارية، الهادفة إلى تفعيل ديناميكية إعادة بناء التنظيم السياسي اليساري المحرك للمجتمع". وشارك في مناقشات فضاء الحوار اليساري كل من حسن طارق، وعلي بوطوالة، وفؤاد عبد المومني، وسعيد فكاك، ولطيفة البوحسيني، وأحمد بدوي.