يشكل تأمين وفد المكتب السياسي لحركة حماس كابوسا لقوى الأمن. وطيلة الأسبوع الفائت، كان واضحا أن السلطات المغربية تعاملت مع هذه الزيارة ليس باعتبارها فقط زيارة "شخصيات مهمة"، وإنما كذلك بالنظر إلى التعقيدات السياسية التي تحيط بأعضاء هذا المكتب، وما يستتبعه من تقييم للتهديدات التي قد يكون أعضاء بالوفد هدفا لها. وكان العصب الرئيسي في نظام الحماية لوفد حماس بالمغرب هو الأمن الملكي، فقد كان مشرفا على تأمين السلامة والحماية الأمنية لأعضاء الوفد الذي قاده إسماعيل هنية، سواء داخل مقر إقامتهم في منتجع فندق "فيشي" الذي شهد "المفاوضات الليبية" بمدينة بوزنيقة، أو خلال تنقلاتهم بالعاصمة الرباط. وبلغ مجموع المكلفين بحراسة قادة حماس، حوالي 30 رجل أمن، بمن فيهم عناصر أمن تابعين للحركة رافقوا وفد هنية. كذلك، فقد جرى تخصيص سيارات من نوع "ميرسيديس" تابعة للقصر الملكي، لنقل وفد حماس. وهذا تقليد يجري به العمل عند حلول اي ضيف رسمي بالمملكة. الحراسة الأمنية التي خضع لها وفد حماس تمت بناء على بروتوكولات أمنية صارمة، تأخذ في الحسبان، الأهمية والمكانة التنظيمية التي تحظى بها كل شخصية قيادية داخل وفد حماس، بالنظر للمناصب السياسية التي يتقلدونها داخل هياكل حماس، فقيادات الصف الأول كان واضحا أنها تخضع لحماية أمنية مشددة وفي مقدمتهم إسماعيل هنية الذي خصصت له حماية أمنية استثنائية. وحسب المعطيات التي حصل عليها "اليوم 24″، فهنية كان مرفوقا بخمسة من حراسه الشخصيين، أضيف لهم حراس أمن مغاربة، وعادة ما كانت تخصص سيارة فاخرة تابعة للقصر الملكي من نوع مرسيدس قد تكون سيارة "مصفحة" تشير مصادرنا، يرافقه داخلها موظف سامي من الخارجية، هو المكلف رسميا بضبط مواعيد برنامج الوفد الفلسطيني، حيث يجلس هنية في مقعدها الخلفي، فيما موظف الخارجية يجلس بالمقعد الأمامي. وبالنسبة للوفد المرافق لهنية، فقد خصصت لهم حافلة نقل صغيرة ( mini bas)، بالإضافة إلى 7 سيارات فاخرة من نوع "مرسيديس" هي الأخرى تابعة للقصر. المراقبة الأمنية اللصيقة بوفد هنية، كانت تتبع كل تفاصيل الزيارة وأماكنها وحتى الأشخاص المرافقين للوفد من حزب العدالة والتنمية، ضمانا وتوفيرا لأفضل الأجواء للوفد الفلسطيني. الزيارة التي تمت بدعوة رسمية من حزب العدالة والتنمية أشرف على تفاصيلها ونسق كل أعمالها القيادي رضا بنخلدون، رئيس لجنة العلاقات الدولية بالحزب، وسفير المغرب سابقا في ماليزيا، وقد عاد إلى المملكة منذ شهور. وتؤكد مصادر مقربة من وفد حماس، أن الزيارة خضعت لتنسيق أمني محكم، سواء بين الوفد الأمني الفلسطيني الذي كان يضم الحراس الشخصيين لهنية، وحراس الوفد المرافق له والذي ضم قيادات من الصف الأول في حركة المقاومة الإسلامية حماس، من أمثال القياديين، موسى أبو مرزوق نائب هنية، وخليل الحية نائب رئيس الحركة بغزة، وعزت الرشق المسؤول عن العلاقات الخارجية، وسامي أبو زهري المسؤول عن الإعلام في الحركة. واختتم وفد المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، برئاسة اسماعيل هنية، الأحد، زيارة رسمية هي أولى من نوعها للمغرب، حظي فيها الجناح السياسي للمقاومة الفلسطينية، برعاية ملكية مباشرة، وفرت لوفد حماس خلالها كل سبل الراحة والإقامة الفاخرة والحراسة الأمنية المشددة. إلى ذلك، كان وفد حماس قد حظي باستقبال رسمي على شرف الملك محمد السادس الذي أقام مأدبة عشاء على شرف هنية والوفد المرافق له، في قصر الضيافة بالعاصمة الرباط، وحضر الحفل رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وعدد من ممثلي الأحزاب والنقابات المغربية. كما زار وفد هنية وكالة "بيت مال القدس الشريف" في الرباط. والتقى وفد حماس برئاسة هنية، مع قادة أحزاب المعارضة، "الاستقلال" و"التقدم والاشتراكية" و"الأصالة والمعاصرة"، إضافة إلى شخصيات وممثلي هيئات غير حكومية.