حل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء، مساء اليوم الأربعاء، مرفوقا بعدد من أعضاء المكتب السياسي وقيادات الحركة، وذلك بدعوة من حزب العدالة والتنمية. وكان في استقبال الوفد الفلسطيني بمطار محمد الخامس، كل من سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورضى بنخلدون مسؤول قسم العلاقات الدولية بالحزب، حيث خصص البيجيدي استقبالا رسميا لقادة حماس في المطار، بالحليب والتمر، وفق التقاليد المغربية. وفي أول كلمة له بعد وصوله إلى المغرب، عبر هنية عن "كبير غبطته بالدعوة والاستقبال"، ووجه تحية عالية للمغرب ملكا وحكومة وشعبا، بمناسبة هذه الزيارة، وفق ما أورده الموقع الرسمي لحزب العدالة والتنمية. وقال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، إن المغاربة لهم في فلسطين تاريخ ورصيد وحضور ودور إقليمي مهم في سياق مسار القضية الفلسطينية، وفق تعبيره. من جانبه، عبر العمراني، عبر نائب الأمين العام للبيجيدي، سليمان العمراني، عن السعادة الكبيرة بالزيارة التاريخية التي ستكون حافلة بلقاءات تواصلية مع عدة هيئات ومؤسسات وشخصيات مغربية، وفق المصدر ذاته. وفي هذا الصدد، أعلن حزب العدالة والتنمية، عن عقد اجتماع بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام للحزب سعد الدين العثماني، سيتم نقله افتتاحه في بث مباشر مساء اليوم. وكانت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، قد أعلنت أن وفدا من حركة المقاومة الإسلامية "حماس" يقوده رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية، سيقوم بزيارة إلى المملكة المغربية، ابتداء من اليوم الأربعاء 16 يونيو 2021. وأوضحت الأمانة العامة في بلاغ لها، أنه سيتم خلال هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من حزب العدالة والتنمية، إجراء مباحثات بين وفد حركة المقاومة الإسلامية وقيادة حزب العدالة والتنمية حول مستجدات القضية الفلسطينية وسبل دعمها، كما تتضمن الزيارة لقاءات مع أحزاب سياسية مغربية أخرى. وتعتبر زيارة هنية التي ستستغرق عدة أيام، الأولى له إلى المغرب، بعدما كان خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي السابق للحركة، قد زار المملكة مرتين، سنة 2012 و2017، بدعوة من حزب العدالة والتنمية أيضا، حيث عقد خلالها عدة لقاءات مع مسؤولين مغاربة وأحزاب سياسية، فيما خُصصت له حينها حراسة ملكية. "ثبات موقف المغرب" وفي نفس السياق، أكد مصدر مسؤول لجريدة "العمق"، أن الزيارة التي يقوم بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية إلى المغرب، ليست زيارة رسمية بدعوة من السلطات المغربية وإنما تدخل ضمن تبادل الزيارات بين الهيئات الحزبية. وشدد المصدر على أن زيارة هنية للمغرب تعكس صوابية موقف المملكة من القضية الفلسطينية كما عبر عن ذلك الملك محمد السادس بعد إعلان المغرب استئناف علاقاته الديبلوماسية مع إسرائيل، حيث شدد في تواصل حينها مع الرئيس عباس على أن القضية الوطنية الأولى للمغاربة والقضية الفلسطينية سيّان. وأبرز المصدر أن دخول هنية لتراب المملكة يجسد حكمة المغرب بالرغم من الهجوم الذي سبق لحركة حماس أن شنته ضد المغرب مباشرة بعد إعلان المملكة استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع إسرائيل، مؤكدا أن ذلك يعكس ثبات سياسة المغرب الخارجية وموقفه من القضية الفلسطينية رغم الهجوم الذي تعرض له سابقا. ويرى متتبعون أن زيارة زعيم حماس إلى المغرب رغم تطبيع العلاقات بين الرباط وتل أبيب، تكشف موقع المغرب كقوة إقليمية تحظى بثقة واحترام أطراف النزاع في ملف الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو ما قد يُمكِّن المملكة من لعب أدوار متقدمة من أجل تخفيف التوتر في المنطقة. كما أن خطوة استقبال المغرب لزعيم حماس، وقبلها إرسال الملك لأطنان من المساعدت الإنسانية إلى غزة والضفة الغربية، وتهنئة رئيس الحكومة للمقاومة الفلسطينية بانتصارها في العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة، وما تلاها من انزعاج لممثل إسرائيل بالرباط، تؤكد أن مواقف المغرب في دعمه لفلسطين لم تتغير بسبب التطبيع، عكس دول عربية أخرى، وفق متتبعين. إلى ذلك، نقل موقع "عربي بوست" عن مصادر قولها، إن هنية سيقود وفدا فلسطينيا إلى المغرب مرفوقاً بخمسة من أعضاء المكتب السياسي، هم نائب رئيس الحركة، صالح العاروري، وأعضاء المكتب السياسي، موسى أبو مرزوق، ومحمد نزال، وحسام بدران، وعزت الرشق. وأوضح المصدر ذاته أنه على عادة المغرب في علاقته بالضيوف الكبار، كلف الملك محمد السادس بعضاً من أفراد حرسه الخاص بالإشراف على أمن قيادة الحركة، في إقامتها وتنقلاتها داخل المملكة.