في ظل الإجماع الوطني على دعم الموقف المغربي في أزمة معبر الكركارات، والقوات المسلحة الملكية في تدخلها لإعادة الحركة الطبيعية إليه، والتصدي لاستفزازات الجبهة الانفصالية، خرج حزب النهج الديمقراطي بموقف شارد خارج عن الإجماع الوطني. ووصفت الكتابة الوطنية للنهج الديمقراطي، في بلاغ لها، أصدرته، اليوم الأحد، ما وقع في الكركارات ب"الصراع"، الذي قالت إنه يشكل خطورة على السلم، والأمن في المنطقة، وعلى شعوبها. ودعا النهج الديمقراطي إلى تجنب التصعيد، والحرب في "الصحراء الغربية"، متحدثا بلغة بعيدة عن الخطاب المعتمد عن "حل متفق عليه بما يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ويخدم هدف وحدة الشعوب المغاربية". موقف حزب النهج أثار موجة غضب في الأوساط السياسية، حيث اعتبره الكثيرون خطابا خارج المشترك الوطني، والثوابت الوطنية، وموقفا مجانيا في سياق يقتضي توحيد كلمة المغاربة، معتبرين أنه بهذا الموقف وضع الحزب نفسه خارج قضايا الاجماع الوطني وفي مقدمتها الوحدة الترابية، وعزل نفسه جماهيريا. القيادي المعروف في حزب الاستقلال، عمر عباسي، ذهب أبعد من الانتقاد، وقال إن موقف النهج "يستوجب من الجهات المعنية تحريك مسطرة حله، طبقا لمقتضيات القانون التنظيمي للأحزاب السياسية، والقوانين ذات الصلة"، مضيفا أنه "ليس هناك منطقة وسطى بين الوطنية، والخيانة".