بعدما أنهى فيروس “كوفيد-19 حياة رضيعة بمدينة بركان، وهي في شهرها ال17، بعدما أسلمت الروح لبارئها نهاية شهر مارس الماضي بالمستشفى الجامعي محمد السادس بوجدة؛ معركة جديدة يكسبها “أطفال كورونا” في حربهم المعلنة على الفيروس المستجد، حيث غادر 3 أطفال، يوم الأحد الماضي، وحدات الحجر الصحي بمدينة فاس، عقب تأكيد مختبرات وزارة الصحة خلوهم من الفيروس، فيما تعافى الطفل الرابع بمدينة مكناس، بعدما خالط جدته العائدة من الرحلة السياحية إلى مصر. ويتعلق الأمر بالرضيعة “سما”، التي قدمتها وزارة الصحة على أنها أصغر مريضة ب”كوفيد-19” في المغرب، حيث أصيبت بالفيروس وهي في شهرها الثاني من ولادتها، وها هي تنهي بالمستشفى شهرها الثالث، بعدما خضعت للعلاج بوحدة العزل الصحي بقسم الأطفال، بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، لحوالي 3 أسابيع، لتنتهي رحلتها في مواجهة الفيروس، مساء الأحد الماضي، بعدما كتب للرضيعة عمر جديد، وهي التي تعرضت لضيق حاد في التنفس تطلب إخضاعها للتنفس الاصطناعي، قبل أن تخرج منه سالمة في ال31 من شهر مارس الماضي، بحسب ما كشفت عنه طبيبتها المعالجة أسماء الحسيني الصقلي، المختصة في أمراض الأطفال، والتي كانت أول طبيب استقبل الرضيعة سما، حينما تمكن منها فيروس كورونا المستجد، نقلته إليها خالتها العائدة حينها من فرنسا، حيث زارت شقيقتها ببيتها بفاس لتهنئتها بمناسبة ولادة الرضيعة، غير أن تقبيل الخالة للصغيرة وضمها لحضنها تسبب في نقل فيروس “كوفيد-19” إلى الرضيعة، فيما أثبتت التحاليل المخبرية أن والدتها والتي رافقتها طيلة مدة العلاج لم تصب بالفيروس. وفي نفس اليوم، بالوحدة الثانية للعزل الطبي بفاس، والتي توجد بمستشفى ابن الخطيب المشهور باسم “كوكار”، غادرته طفلتان شقيقتان، تمكنتا من هزم الفيروس، وهما الطفلة إيمان تبلغ من العمر 4 سنوات، وشقيقتها التي تكبرها بخمسة سنوات، كانتا قد انتقلت إليهما العدوى عن طريق والديهما، واللذين لا يزالان يخضعان للعلاج بنفس المستشفى، عقب تحول عائلتهما إلى بؤرة محلية، غير أن طبيب الطفلتين كشف خلال حفل توديعهما، وتسليمهما إلى أحد أقربائهما، أن والديهما يتماثلان للشفاء، وأنهما سيغادران هما أيضا المستشفى خلال الأيام القليلة المقبلة، في انتظار إخضاعهما للتحليلات المخبرية، والتي تعقب مدة العلاج الموصى بها، حسب الوضع الصحي للحالات. من جهتها، أفادت الأخبار الآتية من مستشفى سيدي اسعيد بمكناس، أن الطفل”عبد الله”، والذي أصيب بالمرض، عقب مخالطته وأمه لجدته والتي كانت ضمن مجموعة العائدين من الرحلة السياحية إلى مصر، غادر وحدة العلاج ضد كورونا، يوم السبت الماضي، بعدما خضع لتحليلين مخبريين، أثبتا خلو جسمه من الفيروس، حيث سلمته إدارة المستشفى لأبيه، وذلك بسبب احتفاظ المستشفى بأمه وجدته، اللتين تواصلان العلاج. من جهتها، نجحت قاضية تعمل بمحاكم فاس في تخطي مرض كورونا المستجد، حيث غادرت هي الأخرى المركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني، الأحد الماضي، بعدما انتقلت إليها العدوى من زميلتها القاضية بالمجلس الجهوي للحسابات بفاس، والتي قتلها الفيروس في ال26 من شهر مارس الماضي، بعدما أصيبت بمدينة مراكش، خلال حضورها لحفل تخليد الذكرى العالمية لعيد المرأة، نظم في الثامن من مارس بمدينة مراكش، بمبادرة من جمعية الأعمال الاجتماعية لموظفي وزار العدل، فيما يواصل ابن القاضية المتوفاة، زياد البالغ من العمر 5 سنوات، والذي يواجه يتما مضاعفا بعد فقدانه أمه وجدته بسبب كورونا، (يُواصل) حصصه العلاجية من الفيروس، حيث جرى نهاية الأسبوع الماضي نقله من جناح الأطفال بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني، إلى فندق مصنف بفاس سيقضي فيه زياد أياما قليلة، قبل إخضاع عينات من مسالكه التنفسية للتحليلات المخبرية، للتأكد من شفائه بشكل نهائي من المرض.