تتواصل قصص الأطفال بالمغرب مع مرض كورونا المستجد، حيث أفادت مصادر “أخبار اليوم” أن الرضيعة “سما”، حديثة الولادة، والتي قدمتها وزارة الصحة على أنها أصغر مصابة ب”كوفيد -19” في المغرب، تجاوزت بسلام المرحلة الحرجة، والتي دخلتها مؤخرا بسبب صعوبات في التنفس. وحسب المعطيات التي أوردها مصدر طبي للجريدة، فإن الرضيعة خرجت الأربعاء الماضي، من قسم الإنعاش بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس، بعدما تدهورت حالتها الصحية، بسبب مواجهة الرضيعة لصعوبات كبيرة في التنفس، تسبب لها فيها الفيروس والذي لم يجد مقاومة من مناعة الطفلة بسبب صغر سنها، وهو ما تطلب، إخضاعها بقسم الإنعاش للتنفس الاصطناعي، عن طريق جهاز ينعش القلب بتهوية اصطناعية، حيث تجاوزت الرضيعة مرحلة الخطر بسلام، واستقرت حالتها الصحية، بعدما هزتها الاضطرابات التنفسية الحادة. من جهته، قال مصدر آخر قريب من الموضوع، إن رضيعة فاس انتقل إليها الفيروس بسبب عادات المغاربة “بوس مومو.. وردو لمو”، حيث يُعتقد أن إحدى الزائرات المهنئات لوالدة الطفلة، عادت مؤخرا من فرنسا، نقلت للرضيعة الفيروس، بعد تقبيلها كما اعتاد المهنئون والمهنئات فعله خلال زيارتهم للمرأة في مرحلة النفاس أو ما بعد ولادتها. آخر الأخبار الآتية من المستشفى الجامعي بفاس، تفيد أن “سما” تستعيد يوما بعد يوم عافيتها، حيث عادت إلى وحدة العزل الصحي بالجناح المخصص للأطفال، والذي يرقد به طفل آخر، يبلغ من العمر 5 سنوات، وهو طفل القاضية من الدرجة الاستثنائية، والتي كانت تعمل قيد حياتها بالمجلس الجهوي للحسابات بمدينة فاس، حيث فارقت الحياة ليلة الخميس – الجمعة الأخيرة، بوحدة للعزل الطبي بنفس المستشفى الجامعي، والذي يرقد فيه ابنها الذي انتقلت إليه العدوى من أمه. هذا وعلمت الجريدة أن طفل القاضية المتوفاة نهاية الأسبوع الماضي، خضع لفحوصات طبية، عقب إصابة والداته بالفيروس قيد حياتها، وأجري له تحليل أولي، جاء سلبيا، قبل أن يجري له الطاقم الطبي تحليلا ثانية، مباشرة بعد وفاة أمه، فتأكدت إصابته بالمرض، وهو الآن يخضع بالجناح المخصص للأطفال بالمستشفى الجامعي بفاس، لبروتوكول العلاج عن طريق الوصفة الطبية، والتي رخصتها وزارة الصحة، وشرعت في اعتمادها منذ ال22 من شهر مارس المنصرم، تهم العلاج بواسطة دواء “الكلوروكين” Chloroquine أو “Hydroxychloroquine”، حيث يمزج أحدهما مع دواء “Azithromycine”، تورد مصادر الجريدة مشددة على أن طفل القاضية يحظى بعناية طبية ونفسية، بعدما فقد والدته التي كان يعيش معها، بعد سلكها قبل أسابيع من إصابتها مسطرة الطلاق من زوجها. وبمدينة تازة، والتي أصيب سكانها وبقية المغاربة بالصدمة، يوم أول أمس الأربعاء، وهم يتابعون عبر تقنية “اللايف” بمواقع التواصل الاجتماعي، عملية نقل طفل صغير لم يكمل بعد سنته الرابعة، وهو يغادر وحيدا، كما تفرض التدابير الاحترازية بيت أهله بأحد أحياء مدينة تازة، حيث قام عناصر لجنة اليقظة والرصد الوبائي بنقله على متن سيارة الإسعاف، نحو وحدة العزل الطبي المخصصة للمصابين بكورونا بالمستشفى الإقليمي ابن باجة، حيث ما تزال صورة الطفل الصغير، وهو يرفع شارة النصر، خلال مغادرته بيت أهله وحيدا، راسخة في أذهان وعيون كل من تابعوا تفاصيل تلك الصورة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصدر قريب من عائلة الطفل بتازة، بعد ظهور نتائج تحليلاته المخبرية مساء أول أمس الأربعاء، تؤكد إصابته بالعدوى، بعد والدته وأبيه الموظف بالمكتب الوطني للماء والكهرباء بتازة، والذي خالط شقيقته المصابة، وهي زوجة مهاجر مغربي عاد مؤخرا من فرنسا، وسجل كأول حالة وافدة على مدينة تازة، والتي دخلتها كورونا عن طريقه، قبل أن يرتفع عدد المصابين الذين تأكدت إصابتهم، بحسب ما كشف عنه مصدر بالمديرية الإقليمية للصحة بتازة، إلى 11 إصابة، جميعهم من عائلة المهاجر وأصهاره، يقطنون بمدينتي تازة وواد أمليل القريبة منها، حيث يوجد أفراد هذه العائلة الموبوءة، تحت تدابير الحجر الصحي، بوحدة للعزل تابع لمستشفى ابن باجة بمدينة تازة، والتي عرفت هي الأخرى مؤخرا وصول طاقم طبي وتمريضي، تابع للمصالح الصحية العسكرية، للعمل رفقة الطاقم الطبي لوزارة الصحة، في التكفل بمرضى كورونا، ومواجهة انتشاره بهذا الإقليم الذي تزداد فيه حالات الإصابة. من جهتها، قالت مصادر “أخبار اليوم”، إن طفل مكناس في شهره العاشر، والذي خضع للحجر الصحي منذ منتصف الأسبوع الماضي، يوجد في حالة صحية مستقرة بمستشفى سيدي سعيد، بالجناح الخاص بالطفل والأم، حيث ترقد والدته المصابة هي الأخرى بفيروس “كوفيد-19”.