يبدو أن الرحلة السياحية إلى مصر، ما تزال تعد بالكثير من التطورات، حيث أفادت مصادر”أخبار اليوم” القريبة من الموضوع، أن رضيعا في شهره ال10، تأكدت أول أمس الاثنين، إصابته بفيروس”سارس كوف-2″، ليكون بذلك أصغر ضحية كورونا ضمن العائدين من رحلة مصر، والذين تراوحت أعمارهم ما بين 45 و70 سنة. وحسب المعطيات التي أوردها المصدر عينه، فإن الطفل المصاب بفيروس”كوفيد-19″، انتقلت إليه العدوى من والدته التي توجد بالحجر الصحي بمستشفى سيدي سعيد بمكناس، بعدما انتقلت إليها العدوى من والدتها التي كانت ضمن المشاركين في الرحلة السياحية إلى مصر، من 24 فبراير الماضي حتى 10 مارس المنصرم، وهي الرحلة التي حولت مدينة مكناس إلى بؤرة وبائية، متسببة، كما جاء في كلام مدير مديرية علم الأوبئة ومكافحة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، في ندوته، أول أمس الاثنين، في اجتياح الفيروس للعاصمة الإسماعيلية، ب47 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، من بينهم من شاركوا في الرحلة، ومخالطيهم من أفراد عائلاتهم، آخر الضحايا منهم ضمن فئة المخالطين، والذين تأكدت إصابتهم أول أمس الاثنين، يوجد رجل في عقده الرابع، وشابتان، إحداهما أم أصغر ضحية رحلة مصر السياحية، وهو طفل حديث الولادة في شهره ال10، تورد مصادر الجريدة. وعلق أحد الناجين من الفيروس، بعد رحلة علاج استمرت لأزيد من أسبوعين بمستشفى سيدي سعيد، “مروان- ف”، العائد من إسبانيا حاملا معه المرض إلى مكناس، (علق) على هامش الاستقبال الذي خصص للمتعافين الاربعة، بقوله “أحمد لله، تشافيت من داك الفيروس اللعين، والذي لم أعد أطيق سماع اسمه وأخباره، لأنه عذبني نفسيا وصحيا، وها هو يواصل بطشه بغيري”، فيما شكر المهاجر المغربي، خلال مغادرته لمستشفى سيدي سعيد معية الباقين، الطاقم الطبي والتمريضي، والذي تكفل بعلاجهم في رحلة أعادتهم من الموت إلى الحياة، بحسب تعبيره. وفي مقابل أجواء الحزن والهلع المهيمنة على مدينة مكناس، والتي وصل عدد المصابين بها حتى صباح أمس الثلاثاء إلى 52 حالة مؤكدة حتى الآن، احتفلت الأطقم الطبية والتمريضية بمستشفى سيدي سعيد، صباح أمس الثلاثاء، بشفاء 4 مصابين بالفيروس، كانوا يخضعون للحجر الصحي بالمستشفى عينه، ويتعلق الأمر، بحسب مصدر طبي، ب3 نساء شاركن في الرحلة السياحية إلى مصر، تتراوح أعمارهن ما بين 45 و60 سنة. أما الحالة الرابعة، والتي تعافت من الفيروس، فتخص مهاجرا مغربيا يبلغ من العمر 45 سنة، عاد من إسبانيا إلى مكناس، منتصف شهر مارس الماضي، قبل إغلاق المغرب لمطاراته وموانئه، حيث تأكد شفاء هذه الحالات الأربع الواردة من مصر وإسبانيا بشكل نهائي، بعد إخضاعها لتحليلات مخبرية، التي أجريت لهم، أول أمس الاثنين، بالمختبر الوطني للإنفلونزا والفيروسات التنفسية بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، ومعهد باستور- المغرب بالدار البيضاء. هذا، وحضر مراسيم احتفال مستشفى سيدي سعيد بمكناس، بشفاء أربع حالات من المصابين ب”كوفيد-19” بالمدينة، والبالغ عددهم 52 حالة، عمدة مكناس، عبدالله بوانو، على اعتبار جماعته الحضرية، هي صاحبة فكرة الاحتفال بسلامة الحالات الأربع من كورونا القاتل، إضافة إلى المدير الجهوي للصحة بالجهة، المهدي البلوطي، ومندوب وزارته بمكناس، خالد سنتير، ومسؤول للدرك، وقلة من الصحافيين ومن الطاقم الطبي والتمريضي المختص بالتكفل بالمصابين، ومدير المستشفى، حيث تسبب هذا الاحتفال، في ضجة وجدل كبيرين بمدينة مكناس وخارجها، إذ وجهت انتقادات قوية للمحتفين، وذلك بالتزامن مع تزايد حالات الإصابة والوفيات محليا ووطنيا، وما خلفته من مظاهر الحزن والخوف وسط العائلات المغربية، يقول المعارضون لهذه الخطوة. من جهته، أوضح عبدالله بوانو، رئيس الجماعة الحضرية لمكناس، وصاحب هذه المبادرة التي أثارت جدلا، في اتصال هاتفي أجرته معه “أخبار اليوم”، أن استقبال المتعافين الأربعة بمكناس، وتسليمهم جوائز رمزية، قبل أن نتكفل بإيصالهم إلى مقرات سكناهم، جاءت كالتفاتة وخطوة تحفيزية للطاقم الطبي والتمريضي لمواصلة معركتهم ضد الفيروس الهائج، وزرع الأمل بين المصابين الخاضعين للحجر الصحي، حيث حضر الحفل الرمزي جدا، كما وصفه بوانو، والذي حرصنا فيه على عدم خرق حالة الطوارئ الصحية والتدابير الاحترازية، قلة من الأطباء والمسؤولين بوزارة الصحة جهويا ومحليا، وعدد قليل من الصحافيين. وبصفرو، وبعد مرور أقل من 24 ساعة عن إعلان وزارة الصحة، خلال ندوتها ليوم الأحد الماضي، حول الحالة الوبائية بالأقاليم والمدن المغربية، جرى تسجيل أول حالة إصابة مؤكدة بفيروس”سارس كوف-2″، تخص شابة تبلغ من العمر 24 سنة، تقطن بحي شعبي بالمدينة، سبق لها مخالطة شقيقتها العائدة من بلجيكا، ما جعل عدد المصابين يرتفع بهذه العائلة، إلى 3 حالات، بعدما أكدت نتائج التحاليل التي همت الحالة الوبائية بصفرو، أول أمس الاثنين، إصابة أم الشابة وشقيقتها العائدة من بلجيكا، فيما تنتظر السلطات الطبية للمدينة، نتائج تحليلات أفراد آخرين من العائلة ذاتها، وكذا طبيبتين سبق لهما أن استقبلا الشابة المصابة الأولى بالفيروس، بمركز صحي عقب شكواها من صعوبات في التنفس. أما بمدينة تازة، والتي دخلتها كورونا عن طريق مهاجر مغربي، في عقده الرابع، عائد من فرنسا منتصف شهر مارس المنصرم، وتسبب في نقل العدوى إلى زوجته. فقد سجلت ضمن عائلة المهاجر المغربي، بحسب ما أورده مصدر طبي من تازة، 6 حالات من المخالطين له، منهم 4 يقطنون بمدينة تازة، ومصابان يسكنان بمدينة “واد امليل” بضواحي تازة، حيث وضعت الحالات الثمانية المصابة بفيروس”سارس كوف-2″، بوحدة العزل الصحي بالمستشفى الإقليمي، ابن باجة، وذلك بعدما تسببت حفلة أقامها المهاجر المغربي العائد من ضواحي باريس، في إصابة زوجته و6 من أفراد أسرته، فيما تواصل السلطات الطبية بتنسيق مع السلطات الإدارية، أبحاثها وسط عائلة الزوجين المصابين. “السيناريو” عينه يتكرر بمدينة أزرو التي سجلت هي الأخرى، منتصف الأسبوع الماضي، 4 حالات مؤكدة، لمهاجر مغربي عائد من بلجيكا صحبة والدته وشقيقه، والذين نقلوا العدوى إلى الخادمة التي اعتادت خدمتهم خلال رجوعهم من المهجر.