يُواصل فيروس”كورونا” زحفه على جهة فاس- مكناس، والتي قفزت بها حالات الإصابة المؤكدة، حتى حدود صباح يوم أمس الأحد، إلى 82 إصابة مؤكدة، وحالة وفاة جديدة، تُعد الرابعة بجهة فاس، وال26 بقائمة الوفيات المسجلة بالمغرب، أكدتها وزارة الصحة، صباح أمس الأحد، عبر بوابتها الرسمية “كوفيد – ماروك”، ويتعلق الأمر بحسب مصادر “أخبار اليوم” بامرأة تبلغ من العمر 67 سنة، متقاعدة من إحدى القطاعات العمومية، كانت قد شاركت هي الأخرى في الرحلة السياحية إلى مصر، من 24 فبراير حتى ال10 من مارس الجاري. وأضافت المصادر عينها أن المسنة المصابة ب”كورونا”، أسلمت الروح لبارئها ليلة السبت-الأحد، عقب تعرضها لتدهور مفاجئ في حالتها الصحية، بسبب ضيق حاد في التنفس، تطلب تدخلا للطاقم الطبي بوحدة العزل بمستشفى سيدي اسعيد بمكناس، والذي وَضع المريضة بغرفة الإنعاش التنفسي للقلب بتهوية اصطناعية، لكنها فارقت الحياة، لتلتحق بمهندس مكناس سافر معها إلى مصر، وتوفي هو الآخر يوم الأربعاء الماضي، فيما أضيفت إلى قائمة الوفيات بالجهة، القاضية بالمجلس الجهوي للحسابات، وامرأة تبلغ من العمر 70 سنة، توفيت بمستشفى سيدي اسعيد بمكناس، ليلة الجمعة – السبت، أي قبل 24 ساعة من إعلان وفاة المسنة العائدة من رحلة مصر، وتخص مريضة خالطت قريبتها المصابة بالفيروس، خلال عودتها من إسبانيا منتصف شهر مارس الجاري. وبمدينة فاس، عاش الحي الشعبي “بنسودة” بفاس، حالة استنفار أمني وصحي، بعد ظهر يوم أول أمس السبت، حيث فرضت السلطات الإدارية، معززة بعناصر الأمن، طوقا أمنيا على مقر وحدة لإنتاج الحليب، بالحي الصناعي لبنسودة، تابعة لشركة كبيرة توزع هذه المادة بالسوق المغربية. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “أخبار اليوم” من مصادرها القريبة من الموضوع، فإن السلطات الطبية بفاس، تلقت عبر الرقم الأخضر “آلو- يقظة”، اتصالا من عائلة مدير الوحدة الإنتاجية للحليب بفاس، تخبرهم بظهور أعراض على المدير، تشبه أعراض مرض “كوفيد-19″، بعدما ألم به صداع وآلام حاد على مستوى الرأس، وارتفاع في درجة حرارة جسمه، وهو ما تطلب، تضيف المصادر عينها، انتقال الفريق الطبي والتمريضي المكلف بالكشف عن الحالات التي تحمل أعراض كورونا، إلى مقر سكنى المدير، حيث جرى نقله إلى أحد مستشفيات مدينة فاس، والذي وضع فيه تحت الحجر الصحي، وأخذت له عينات من مسالكه التنفسية العليا والسفلى، لإرسالها إلى المختبرات المعتمدة من قبل وزارة الصحة، وإخضاعها للتحليلات المخبرية – الفيروسية. وزادت مصادر الجريدة، أن ظهور أعراض فيروس “كورونا” على مدير الوحدة الإنتاجية للحليب بفاس، أوصل السلطات الطبية والإدارية، عقب التحريات والأبحاث التي باشروها، إلى اكتشافهم انتقال العدوى لمدير فرع شركة الحليب بفاس، من شقيقه والذي عاد من فرنسا، منتصف مارس الجاري، أي قبل أيام قليلة عن قرار المغرب إغلاق حدوده وتعليق الرحلات الجوية، حيث تكلف المدير بنقل شقيقه من مطار الدارالبيضاء إلى مدينة فاس، حيث تقطن العائلة. والخطير، بحسب ما نقلته مصادرنا، هو أن اشتباه السلطات الطبية، في الأعراض التي ظهرت على مدير الوحدة الإنتاجية للحليب بفاس وشقيقه العائد مؤخرا من فرنسا، لم تقف عندهما وحسب، بل ظهرت نفس الأعراض على القابض المالي للشركة، وبعض العمال الذين يقومون بعملية توزيع الحليب على المتاجر بمدينة فاس، حددتهم مصادرنا في 3 مستخدمين، حيث تترقب السلطات الطبية نتائج التحليلات والتي أرسلتها إلى مختبر المعهد الوطني للصحة ومختبر “باستور-المغرب” بالدارالبيضاء، وكذا مختبر المستشفى العسكري بالرباط، فيما تواصل المصالح الطبية بتنسيق مع السلطات الإدارية، البحث عن كافة العمال والإداريين، ممن خالطوا مديرهم وزملاءهم، المشتبه في إصابتهم بفيروس “كورونا”، كما سارعت السلطات، مساء يوم أول أمس السبت، إلى إغلاق مقر معمل وحدة إنتاج الحليب بالحي الصناعي بنسودة بفاس، ومنعت شاحنات الشركة من توزيع حليبها على المتاجر والأسواق الكبرى، ضمن الإجراءات الاحترازية المتبعة في مثل هذه الحالات لمنع انتشار الفيروس. وغير بعيد عن مقر معمل وحدة الحليب بالحي الصناعي لبنسودة بفاس، عاشت وكالة بنكية بحي السلام بنفس المنطقة، نفس أجواء الرعب والاستنفار الصحي والأمني، صباح يوم أول أمس السبت، أي قبل ساعات قليلة عن حادث معمل الحليب، حيث فتحت السلطات الطبية بتنسيق من مثيلتها الإدارية، بحثا مع مستخدمي الوكالة البنكية، للوصول إلى مخالطي عاملة نظافة، تبلغ من العمر 47 سنة وتشتغل بالوكالة وأفادت مصادر “أخبار اليوم” أن عاملة النظافة، المشتبه في حالتها الصحية، وضعت تحت الحجر الصحي، منذ ليلة الجمعة – السبت الماضي، بعدما ظهرت عليها أعراض فيروس كورونا، فيما خضع أفراد عائلتها لإجراءات الحجر المنزلي، في انتظار نتائج التحليلات المخبرية – الفيروسية لابنتهم، والتي تشتكي من ارتفاع في درجات حرارة جسمها، وآلام بالرأس وحالة إعياء كلي، تطلبت ملازمتها للفراش بمنزل عائلتها، قبل أن يتصلوا بالرقم الأخضر “آلو- يقظة”، وهو ما استنفر السلطات الطبية، خصوصا أن عاملة النظافة هي من تقوم بكل أشغال تنظيف مقر الوكالة البنكية ومكاتب مستخدميها، كما أنها تعد لهم في أحيان كثيرة، أكوابا من الشاي والقهوة، وهو ما ينذر بحدوث حالات عدوى وسط المستخدمين وزبناء الوكالة، في حال أثبتت التحليلات إصابة عاملة النظافة بالفيروس.