بعد أيام من الإعلان عن تفكيك خلية إرهابية في مدن الدارالبيضاء ووزانوشفشاون، وتوقيف سبعة أشخاص من المنتسبين إليها، خرج المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المشرف على تفكيك الخلية، اليوم الاثنين، للإعلان عن تفاصيل إضافية بخصوص هوية المنتسبين إلى هذه الخلية، التي كانت تعد لتحويل المغرب إلى حمام دم باستهداف منشآت حساسة. وكشف عبد الحق الخيام، رئيس المكتب المركزي للأبحاث القضائية، في ندوة له اليوم، عن تفاصيل من شخصية الموقوفين السبعة، وقال إن مستواهم الدراسي يتراوح بين الإعدادي، والثانوي، وأعمارهم في العشرينات، كما أن مهنهم موزعة بين التدريب على السباحة، التي يمتهنها ثلاثة منهم، فيما يشتغل أحدهم في الأمن الخاص. الخيام أكد أن جل الخليات، التي تم تفكيكها في المغرب، يتم تسجيل مستوى تعليمي متدني للمنتسبين إليها، وبفكر بسيط، ليصبحوا متشبعين بالفكر المتطرف، بغسيل الدماغ، والإغراءات، التي يتعرضون لها عن طريق عكس تفكيرهم بفتاوى لا علاقة لها بالإسلام. وفكك الأمن، صباح الجمعة الماضي، في وقت متزامن، الخلية المكونة من سبعة أشخاص، في منطقة طماريس نواحي الدارالبيضاء، ومدينتي شفشاون، ووزان، حيث اعتقلهم، وكل الموقوفين أبناء مدينة الدارالبيضاء.، حسب ما صرح به الخيام.
المسؤول الأمني كشف أن عملية تفكيك هذه الخلية، تمت تحت إشراف شخصي للمدير العام للأمن الوطني، ورصدت لها إمكانات خاصة، ونفذتها قوة خاصة، مشيرا إلى أنه تم استعمال رصاصة تحذيرية لتوقيف أعضاء الخلية في طماريس، كما أن عملية التفتيش أثناء اقتحام الفيلا، التي كانوا يحصنون أنفسهم فيها، كشفت أن مسدساتهم كانت مليئة بالذخيرة، وكانوا يستعدون لاستخدامها.
خصوصية الخلية المذكورة، حسب المسؤولين الأمنيين، تتمثل في كونها تتوجه نحو استغلال المجال المائي، وهو ما يفسر وجود معدات غطس من بين المحجوزات، حيث كانت تخطط لاستهداف مساحات مائية تضر بالمصالح الاقتصادية للمغرب، كما أنها كانت تعد لمعسكر بين جبلين في نواحي مدينة وزان، تلجأ إليه العناصر بعد تنفيذها لمخططاتها التخريبية في مدينة الدارالبيضاء. وحسب المسؤولين، فإنه منذ جريمة مقتل السائحتين الاسكندنافيتين في منطقة شمهروش، قبل سنة، وهي الجريمة، التي توبع على خلفيتها 24 شخصا، أدينوا بالتهم الموجهة إليهم، وحكم ثلاثة منهم بالإعدام، تنبه المسؤولون المغاربة إلى أن الخلايا الإرهابية في المغرب بدأت تختار التوجه نحو المناطق النائية للتواري عن أنظار الأمن، وهو ما يفسر حسب قولهم اختيار الخلية المفككة لمنطقة جبال وزان لإنشاء معسكر. وفي حديثه التفصيلي عن خطر الإرهاب بالمغرب، اليوم، شدد عبد الحق الخيام، أنه منذ عام 2003 لا يتم الاستقطاب للفكر المتطرف في المساجد، مضيفا أن هذه الخلية، وهي آخر الخلايا المفككة، كان أعضاؤها متشبعون بالفكر المتطرف، ولكن لا يعقدون اجتماعاتهم في المسجد، وإنما تتم في سرية فيما بينهم.