“هاذي أخطر خلية إرهابية جرى تفكيكها”، بهذا الوصف المقتضب، اختار عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أن يستهل حديثه عن تفاصيل “خلية طماريس” الإرهابية، التي تم تفكيكها يوم الجمعة الماضي، وذلك خلال الندوة الصحفية التي عقدها اليوم الاثنين، بمقر المكتب المذكور بسلا. وقال الخيام إن هذه الخلية، المكونة من سبعة عناصر، موالين لما يسمى بتنظيم “الدولة الإسلامية”، “تعد من أخطر الخلايا الإرهابية التي تم تفكيكها”، مضيفا أن خطورتها تتمثل في “الأهداف التي كانت تنوي استهدافها، وكذا في حجم الأسلحة النارية والمعدات المتطورة التي تتوفر عليها، فضلا عن تخطيطها لإقامة قاعدة خلفية لها بمرتفعات جبال وزان.” وتابع الخيام، أن “أمير هذه الخلية، تبين من خلال التحقيقات أنه وصل الى مستوى متقدم للمرور لعملية تنفيذ مخططه الإرهابي”، والذي كان سيستهدف “بنيات تحتية حساسة ومواقع حيوية، بينها المساحات المائية داخل مدينة الدارالبيضاء ومينائها”، يقول الخيام، الذي أضاف أنه لذلك جرى “حجز معدات وملابس تتعلق بالسباحة والغطس، فضلا عن قارب مطاطي.” وأكد المسؤول الأول عن “البسيج”، أن “التدخل الاستباقي لمصالح الأمن والطريق الاحترافية التي قادوا بها هذه العملية التي أشرف عليها عبد اللطيف الحموشي، المدير العام للأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني، جنب المغرب حمام دم”. وفي حديثه عن عناصر هذه الخلية، كشف الخيام، أن زعيمها لديه خبرة في السباحة، كونه كان يشغل “معلم سباحة”، مشيرا إلى أنه متشبع بالفكر الجهادي، وأنه بايع زعيم ما يسمى ب”ّداعش”، أبو بكر البغدادي، قبل أن يحاول في سنة 2016، الالتحاق بأحد فروع هذا التنظيم بالساحل، إلا أنه فشل في ذلك”، ليقرر بعدها ربط “الاتصال مع عناصر داعشية عبر الفايسبوك وتلغرام، والتخطيط معهم للقيام بعمليات إرهابية داخل المغرب.” وبعدما أشار إلى أن اعمار عناصرها تتراوح ما بين 19 و27 سنة، وأن مستواهم مابين الثانوي والإعدادي، أفاد الخيام بأن اختيار زعيمها لمنازل بضواحي مدينتي الدارالبيضاءووزان، ك”بيوت آمنة”، كان غايته أن “يظل أفراد خليته بعيدين عن أعين المصالح الأمنية.” وأورد الخيام أن أمير الخلية، كان “في تواصل دائم مع شخص يعتقد أنه من جنسية سورية”، مبرزا أن هذا الأخير الذي لا يزال البحث جاريا عنه من أجل إيقافه، أعلن عن استعداده لتزويد الخلية بالوسائل اللوجستيك من أجل تنفيذ مخططها الإرهابي.” وبخصوص إطلاق عناصر ” البسيج” للرصاص أثناء عملية التفكيك، ربط الخيام ذلك بخطورة عناصر هذه الخلية، مضيفا بالقول “وقت دخولنا حجزنا لديهم مسدسات كانوا مستعدين لاستعمالها ضدنا، فضلا أنه كانت لديهم مواد تستعمل في صناعة المتفجرات.” من جهة أخرى، نفى مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صحة ما تم ترويجه بشأن استهداف المدارس الاجنبية من قبل الخلية المفككة، حيث قال إن “هناك بعض الأشخاص الذين يروجون مثل هذه الأخبار بهدف التشويش على العمل المهم الذي تقوم به الصالح الأمنية.”